بسم الله الرحمة الرحيم
1
ياسيّدي حبيب الله، في كتابي الأول أنا كتبت لك عن كلَ شي، من يوم مابداء مولانا عيسى المسيح يعمله ويُعلّم به بِمُساعدة روح الله القُدس، لمّان رفعه الله القدير الى السماء. ومن يوم ماتألّم ومات الى يوم إرتفاعه، ولِمُدّة أربعين يوم هذة، أظهر نفسه لحواريّينه المُختاريين. وأعطاهم دلائل وايدة، إنّه قام من الموت وشرح لهم مملكة الله سبحانهُ وتعالى. ومرّة من المرّات عنّدما كان المسيح عليه السلام يأكُل معهم أوصاهم وقال، "لا تنزلون من مدينة القُدس ولكن إنتظرو فيها لمّان يُرسل لكم الله هبة روحه القُدس، كما وعدكم به وسمعتموه منّي. النبي يحيى بن زكريا غطّس الناس بالمّاء دليل على التوبة، وأمّا أنتم بعد أيّام قليلة قلوبكم باتتغطّس بروح ألله القُدس." وعنّدما كانو الحواريين مُجتمِعين مع عيسى عليه السلام أخر مرّة قالو له، "يامولانا، في ذا الزمن ترجّع المُلك لقومنا بني يعقوب وتُحرّرهم من الرُومان؟" فقال لهم مولاهم، "ماهو مُهم تعرفون متى يرجع المُلك لكم. ذا أمر حدّده الله عزّوجل بسلطانه. ولكن المُهم روح الله القُدس باينزل عليكم وبايعطيكم القوّة، لتكونون شهود لي في القُدس ومناطق حولها والسامرة وحتى أقصى الأرض." بعدما قال عيسى عليه السلام ذا الكلام، أرتفع إلى السماء. وعنّدما أرتفع والحواريين يتشوّفون له، غطّته سحابة عن عيونهم. ولكن تمّو يتشوفون لسّماء. فجأة ظهر لهم ملكين في ثياب بيض، كأنّهم رجُلين وقالو لهم، "ليه إنتو ياجليلين قيام هُنا تشوّفون لسّماء؟ عيسى المسيح ذا إلّي أرتفع من عنّدكم إلى السماء، في يوم من الأيّام بايرجع بنفس الطريقة كما شفتوه ذلحين يرتفع بها." وبعدما أرتفع مولانا عيسى عليه السلام، رجعو الحواريين مدينة القُدس من جبل الزيتون وهو قريب من المدينة. ولمّا وصلو المدينة، دخلو الدار وطلعو الغرفة إلّي كانو يجلسون فيها. وهم الحواريين الأحد عشر: الشيخ سمعان المُلقب الصخر، والشيخ يوحنّا، وأخوه الشيخ يعقوب، واندراوس أخو سمعان، وفيلبس، وتوما الملقب توئم، وبرتولوماوس، ومتى لاوي، ويعقوب بن حلفي، وسمعان الملقب الوطني، ويوذا بن يعقوب. كانو يُداوِمون كُلَّهم على الصلاة والدُعاء بقلب واحد، معهم مريم أُمَ المسيح عليهمُ السلام وأخوانه وبعض النساء. وكان عدد الموجوديين في ذاك اليوم من أتباع عيسى عليه السلام مئة وعشرين نفر تقريباً. فقام الشيخ سمعان الحواري وتكلَّم فيهم وقال، "يا أخواني، لازم يتحقّق كلام الله كما جاء في كتاب الله عن يوذا الأسخريوطي. هو كان واحد منّنا وله نصيب معنا في خدمة ذي الرسالة. ولكنّه خان مولانا عيسى وقاد جماعة الشّر ليقبضو على سيّده مُقابل المّال، فحصّل مزرعة بثمن الخيانة. وشنق نفسه فورّم جسمه وسقط في المزرعة. فنشقّت بطنه وخرجت أمعائُه. ونتشرت ذي الأخبار عنّد أهل القُدس كُلَّهم. فسُميّت ذي المزرعة مزرعة الدم. وهذا كُلَّه تحقّق كما هو مكتوب في كتاب الله. وقال روح لله القُدس على لسان النبي داؤد عليه السلام في الزبور، "يكون داره خرابة ولا يسكنه حد." ويقول أيضاً، "أعطو عمله واحد ثاني." لذا نحنا لازم نختار واحد بديله. بشرط يكون معنا طول الوقت إلّي جلسه مولانا عيسى بيننا، من بداية ماتغطّس مولانا بيد النبي يحيى لمّان اليوم إلّي أرتفع فيه، ليكون شاهد معنا على قيامته." فختارو الأتباع رجُلين، الأوّل يوسف إبن سابا المُلقب الصادق والثاني متياس. بعدين صلّو ودعو الله وقالو، "يارب، إنته وحدك عارف أه في قلب كُلَّ مخلوق. روّي نحنا من أخترت من ذيلا الرجُلين، ليكون حواري في خدمة ذي الرسالة، بدل يوذا الأسخريوطي إلّي خانها، فحصّل مايستحقّه من العقاب." ولقّو قرعة فقعت عنّد متياس فكمّل الحواريين الأثني عشر.
2
وبعد سبعة أسابيع من قيامة مولانا المسيح، يجي عيد شكر الحصاد. وعنّدما إجتمعو الأتباع كُلَّهم في مكان واحد في ذاك اليوم، نزل عليّهم فجأة صوت من السماء كأنّه ريح عاصفة قويّة. فملأ الصوت الدار إلّي كانو فيه. وظهر لهم لهيب كأنّه السنة نار، فنقسمت ونزلت على كُلَّ واحد منّهم شعلة. فمتلأو كُلَّهم من روح الله القُدس كما وعدهم مولاهم، فبدؤ يتكلَّمون باللغات ثانية، بحسب ما أعطاهم روح الله القُدس هذي القدرة. وعنّدما حُصلت ذي الأمور، كان يعش في مدنية القُدس مولديين ومُقيميين من بني يعقوب أتقياء وصالحيين من كُلِّ أُمم تحت السماء. فعنّدما سمعو هذيلا المولديين والمُقيميين لُغتهم من أتباع عيسى عليه السلام، إجتمعو. وكانو مُستغربيين لأنَّ كُلَّ واحد منّهم يسمعهم يتكلَّمون لُغته. فتعجّبو وقالو، "أماهم ذيلا إلّي يتكلَّمون كُلّهم جليليين؟ كيف نسمعهم يتكلَّمون لُغاتنا الأصليّة؟ نحنا من بلاد فارس ومادي وعيلام ومابين نهر دجلة والفرات، وكبدوكية وبنطس ومن غرب تركيّة، وفريجية وبمفيلية ومصر وقيرين في ليبيا، وحتى زوّار من رُوما بني يعقوب أصل ودُخلا، ومن جزيرة كريتيون وحتى من بلاد العرب. وشوفو نحنا نسمعهم يتكلَّمون لُغاتنا على أعمال الله المُنقذ ومُعجِزاته العظيمة!" وكانو كُلّهم مُستغربين جداً ويقولون بعضهم لبعض، "أه معنى ذا وأه قصدهم؟" لكن ناس ثانين يسبّون أتباع عيسى عليه السلام ويقولون، "أكيد ذيلا سكارى من كثر الخمر!" فقام الشيخ سمعان الحواري، مع الحواريين الأحد عشر ورفع صوته وقال لهم بمساعدة روح لله القُدس، "يا أخواني بني يعقوب وياكُلَّ المُقيمين في القُدس، إسمعو لي وعلمو علم اليقين. ذيلا إلّي تشوفونهم قُدّامكم ذلحين ماهم سكارى كما تعتقدون. الناس مايسكرون الساعة تسعة الصباح. وذا إلّي سمعتوه وشفتوه ذلحين، دليل على تحقيق وعد الله قُدّامكم. كما قال الله عزّوجل على لسان النبي يوئيل عليه السلام قبل مئات السنين،
"في ذي الأيّام الأخيرة باصب من روحي على كُلَّ أقوام الأرض.
فيتنبّاء أولادكم وبناتكم ويشوف شبابكم وشيابتكم رؤياء.
وعلى خدمي رجال وحريم باصب عليهم من روحي في ذي الأيّام فيتنبّؤن كُلَّهم.
وبأعمل عجائب في السماء فوق وآيات في الأرض تحت. وبايكون دم ونار ودخّان وايد.
والشمس باتكون سوداء مُظلمة، والقمر أحمر كما الدم.
هكذا اليوم العظيم الجليل عنّدما يجي الله الحيّّ الدائم ليحكم كُلَّ الناس وكُلَّ من يدعو بأسم الله ربّنا ينجو."
يابني يعقوب، إسمعو أه باقولكم. الله سبحانه وتعالى أرسل لكم عيسى المسيح، إلّي عمل الله على يديه مُعجِزات وآيات كما تعرفون، ليُعطيكم دليل على إنّه أرسله. ولكن سُلّم لكم بمشيئة الله وبقدرته وعلمه السابق. فصلبتوه وقتلتوه بمساعدة الرُومان. لكن الموت مايقدر يسجنه، لأنَّ الله عزّوجل حرّره وقوّمه حي. كما قال زبور داؤد عليّه السلام في عيسى المسيح، "أنا نعرف يا الله، إنّك إنته دائماً معي واقف بجنبي فما نخاف. لذا فرح قلبي وسبّح لساني. ولأنَّ جسمي بايرقد على الأمل، ومابتخلّينا في عالم الأموات ومابتخلّي جسم قُدّوسك يأكُله الدود، لإنّك باتقوّمنا حي إلى الحياة. فيمتلي قلبي فرحة كبيرة برؤية وجهك الكريم." يا أخواني أسمحو لي نشرح لكم ذا بالواضح. الآية إلّي قرأتها لكم من زبور داؤد عليه السلام، ماهي على داؤد نفسه، لأنَّ أبونا داؤد مات ودُفن وكلاه الدود وقبره موجود عنّدنا لمّان اليوم. نعم، كان داؤد عليه السلم نبي، فعرف أنَّ ألله سبحانه وتعالى وعده بأنَّ واحد من ذريّته بايجلس على عرشه. فمن هذا إلّي من نسله وملكه ماينتهي؟ يعني يقوم من الموت. وقبل ألف سنة تقريباً شاف أبونا داؤد في روأياء قيامة المسيح، فتكُلَّم عليها وقال، "ماخلاّه الله سبحانه وتعالى في القبور وما أكل جسمه الدود." وذي الآية تحقّقت قُدّامكم. فالمسيح مولانا، الله عزّوجل قوّمه من الموت، ونحنا شهود على ذا كُلَه. فرفعه الله القدير إلى يمينه في السماء. وبعدما ُأُعُطي المسيح وعد هبة روح الله القُدس من الله عزّوجل، صبّه علينا صب كما تشوفون وتسمعون اليوم. والملك داؤد ماطلع إلى السماء ولكن قال، "يقول الله العظيم عزّوجل لمولاي المسيح، إجلس على يميني لمّان نطرح أعدائك تحت رجليك." لذا إسمعو ياقبائل بني يعقوب كُلّكم، الله سبحانه وتعالى أختار عيسى المسيح ذا، إلّي صلبتوه وقتلتوه إنتو، مولاً وملِكً ومُنقذاً علينا وعلى كُلَّ الناس." وعنّدما سمعو الناس ذا الكلام، تقطّعت قُلوبُهم ولامتهم، فقالو للشيخ سمعان والحواريين، "يا أخوانّا، أه بغيتو نحنا نعمله علشان يغفر لنا الله القدير؟" فقال لهم الشيخ سمعان الحواري، "توبو إلى الله كُلّكم، وآمنو بالمسيح وتغطّسو بأسمه. فيغفر الله لكم ذنوبَكم ومعاصيكم، ويُنعم عليكم بهبة روح الله القُدس. وهذا وعد الله لكم ولنسلكم، ولي أيّ واحد يدعه الله إلهُنا حتى من أقوام الثانية." وإستمر الشيخ سمعان الحواري يشهد لمولاه ويشرح لهم ويُنذرهم ويقول، "يأخواني، إنقذو أنفسكم من شر ذا الجيل الفاسد، وآمنو بعيسى المسيح." وفي ذاك اليوم آمنو بكلام الشيخ سمعان وتغطّسو بأسم عيسى المسيح تقريباً ثلاثة ألف نفر. وكانو يُداوِمُون على الصلاة والدعاء والتْعلُّم من الحواريين، وعلى الحياة المُشتركة وقِسمة الخبز بينهم البين. وعملو الحواريين مُعجِزات وآيات وايدة، فدخل الخوف كُلَّ الناس. وكانو المُؤمِنيين بعيسى المسيح مرّة في كُلِّ شي عنّدهم. وكانو يبيعون أملاكهم وأموالهم ويتقاسمون ثمنها على قدر حاجة كُلَّ واحد فيهم. وكانو يُسبحون الله سبحانه وتعالى مع بعض كُلَّ يوم في بيت الله، ويقسمون الخبز في ديارهم بفرح وبساطة قلب. وكُلَّ الناس فرحانيين منّهم وراضيين عليهم. وكان الله عزّوجل يزيّد عدد المُؤمِنيين بعيسى المسيح كُلَّ يوم.
3
وفي أحد الأيّام، طلعو الشيخان سمعان ويوحنّا إلى بيت الله، وقت صلاة العصر الساعة ثلاثة. وفي نفس الوقت، كانو بعض الناس يحمِلون رجل مُكسّح من يوم ماخُلِق. وكانو كُلَّ يوم يطرحونه عنّد باب بيت الله المُسمّى بِباب الجميل، ليطلُب صدقة من الناس الداخلين. فشاف الرجل المُكسّح الشيخان داخلين بيت الله. فمدّ يده يطلب منّهم صدقة. فركّز الشيخ سمعان فيه وقال له، "يارجُل، إرفع رأسك وتشوّف فينا!" فرفع رأسه وتشوّف لهم مُتوقّع يعطونه شي، فقال له الشيخ سمعان، "ماشي معي فضّة ولا ذهب ولكنّنا بعطيك ماعنّدي. بأسم عيسى المسيح مولانا قم ومشي!" وفي الحال أشتدّت رجيله وكعبيه، ومسك الشيخ سمعان بيده اليُمنى وقوّمه. فقفز المكسّح من الأرض. وبدأ يمشي، ودخل بيت الله معهم يخُب ويقفّز ويمجّد الله سبحانه وتعالى. فشافوه كُلَّ الناس يمشي ويسبّح الله القدير. ولمّا عرفو الناس إنّه الطلاّب المُكسّح إلّي كان يقعد ويطلب عنّد باب الجميل تعجّبو وإحتارو. وكان الرجل مُتعلّق بالشيخان سمعان ويوحنّا، ويسير معهم. وعنّدما كانو في بيت الله في المكان المُسمّى برواق سُليمان، تزاحمو ناس وايديين وحتارو. وبعدما شاف الشيخ سمعان الناس في ذي الحالة، قال لهم، "يابني يعقوب، ليه مُحتاريين من إلّي حصل؟ وليه تشوّفون لنا كذا؟ كإن نحنا بقدرتنا وتقوانا خلّيناه يمشي. لا! ماهو نحنا. ولكنّه بفضل الإيمان بعيسى المسيح إشتفى ذا الرجل شِفى كامل قُدّام عُيونكم. إِله أبائَنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب، مجّد خادمه عيسى المسيح إلّي سلّمتوه ورفضتوه قُدّام الحاكم بيلاطس الرُوماني، برغم قرّر يفكّه لإنّه بري. نعم، أنكرتم القُدّوس البار، وطلبتم العفو العام لرّجُل القاتل بدل منّه. فقتلتم منبع الحياة، ولكن الله سبحانه وتعالى قوّمه حي من الموت وملكه ماينتهي. ونحنا شهود على ذا كُلَّه. ياأخواني، أنا مُتأكّد إنّكم إنتو ورؤسائكم وشيوخكم ماعرفتو أه عملتوه في عيسى المسيح. لكن بذي الطريقة أوفى الله سبحانه وتعالى ما قال له لكُلَّ أنبيائُه من زمان، أنَّ مسيحهُ بايتألّم ويموت. فتوبو ورجعو لله العظيم، فتُغفر معاصيكم. فتجي لكم أيّام الفرج والرحمة من عنّد الله ربكم، ويرسل لكم خادمه المسيح مرّة ثانية. ولكن مولانا عيسى لازم يبقى في السماء لمّان يجدّد الله عزّ وجل كُلَّ شي في الأرض، كما قال لأنبيائُه الأطهار من زمان. فالنبي موسى كلِيم الله أوصى وصّية وقال، "الله القدير بايختار واحد من أخوانكم نبي كماي. فسمعو له وأطيعوه في كُلَّ شي يقول لكم. وأيّ واحد مايسمع لذا النبي، يُقتلع من قوم الله ويُسحق." وهذا النبي هو المسيح. وكُلَّ الأنبياء من صموئيل إلّي تَوّج الملك داؤد ومسحه بزيت على بني يعقوب الى أنبياء بعده، تنبّؤ أه بايحصل في ذي الأيّام عن ذا النبي. فأعملو بوصّية النبي موسى وأسمعو لذا النبي. لأنَّكم إنتو عيال الأنبياء وورثا وعد الله القدير. وأيضاً وعد الله سبحانه وتعالى أبائَكم لمّا قال لنبي إبراهيم، "بنسلك ببارك كُلَّ أُمم الأرض." والنسل هذا، يعني عيسى المسيح. وأوفى الله بوعده وختار خادمه عيسى المسيح وأرسله لكم أوّلاً ياعيال الأنبياء، ليُبارككم قبل مايُبارك أقوام ثانية. فتوبو وآمِنو به وبعدو من عمل الشر."
4
وعنّدما كانو الشيخان سمعان ويوحنّا يُكلَّمُون الناس، جاو بعض المُتشفّعيين ورئيس حرس بيت الله وبعض الصدوقيين، إلّي مايؤمِنو ببعث الأموات، وهم زعلانيين. لأنَّ الشيخان يُعلّمون الناس طريق الله بإنجيل عيسى المسيح، ويعلنون قيامة الأموات بدليل أنَّ عيسى المسيح قام من الموت. فمسكوهم بالليل وحبسوهم لمّان ثاني يوم. ولكن ناس كثير إلّي سمعو كلام الشيخان، آمنو بالمسيح. فزاد عدد المُؤمِنيين أتباع عيسى المسيح الى خمسة ألف رجُل تقريباً. وفي صباح اليوم الثاني، أجتمعو رؤساء المجلس الأعلى، وهم الرؤساء والشيوخ ومُعلمين الشريعة. وكان موجود حنان، رئيس المُتشفّعيين، وقيافا زوج بنت حنان، ويوحنّا وسكندر وأقربائهم. وهاذيلا هم إلّي حكمو على مولانا المسيح بلقتل. وبعدين جابو الشيخان سمعان ويوحنّا من السجن قُدّامهم، وقالو لهم، "بأه من قوّة شفيتو المكسّح؟ أو بأسم من لقّيتو كذا؟" فقال الشيخ سمعان وهو مُمتلي بروح الله القُدس، "إسمعو يارؤساء الناس وياشيوخ بني يعقوب، إذا كنتم تسألون نحنا علشان تعرفون كيف عملنا زين لذا المكسّح وشُفي، فعلمو علم اليقين والتعلم كُلَّ بني يعقوب، أنَّ ذا الرجل المُتعافي إلّي قيم قُدّامكم، شُفي بقوّة أسم عيسى المسيح مولانا إلّي إنتو صلبتوه، ولكن الله قوّمه من الموت. عيسى المسيح هذا كما قال الله في الزبور، "الحجر إلّي رفضتوه إنتو يابنّاؤن، قع أهم حجر في البناء." لا خلاص ولا نجاة ولا حياة أبديّة إلاّ بالإيمان بعيسى المسيح. ماشي أسم ثاني تحت السماء وهبه الله للناس ونزّله يقدر ينقذ نحنا كُلَّنا إلاّ ذا الأسم." ولمّا شافو أصحاب المجلس الأعلى شجاعة الشيخان سمعان ويوحنّا، إستغربو لإنّهم يعرفونهم إنّهم من عامة الناس وماهم مُتعلّمين. وعرفو أيضاً إنّهم كانو من أتباع مولنا عيسى. فما قدرو يردّون على الشيخ سمعان ويوحنّا ولا بكلمة لإنّهم يشوفون المكسّح قيم عنّدهم مُتعافي. فأمروهم بالخرج من المجلس لفترة بسيطة ليتشاورون بنيهم البين، فقالو، "أه نعمل بذيلا الرجُلين؟ لأنَّ أهل القُدس يعرفون أنّ ذيلا عملو مُعجِزة بيديهم وشفو المكسّح. ونحنا مانقدر ننكرها. فخلّو نحنا نحذّرهم إنّهم مايُعلّمون أيّ واحد بأسم عيسى مرّة ثانية. ومانخلّي ذا الخبر ينتشر بين الناس أكثر." وبعدين طرّبو على الشيخان سمعان ويوحنّا وأمروهم وقالو، "لا تنطقون أبداً أسم عيسى عنّد الناس ولا تُعلّمونُهم!" ولكن الشيخان قالو لهم، "حكمو إنتو بأنفسكم. بغيتو نحنا نطيعكم ولا نطيع الله؟ نحنا مانقدر أنتمّي ساكتين أبداً، نحنا لازم نتكُلّم بلّي شفنا وسمعنا." فما حصّلو طريقة يُعاقبونهم بها، لإنّهم خافو من الناس، وكانو الناس كُلّهم يسبحون الله سبحانه وتعالى على ذي المُعجِزة. والرجل إلّي حصّل ذا الشفاء العجيب، كان مكسّح لِمُدّة زادة على أربعين سنة. فحذّروهم رؤساء المجلس أكثر، وبعدين فكّوهم. وعنّدما أفتكّو الشيخان سمعان ويوحنّا من المجلس، رجعو عنّد أصحابهم أتباع عيسى المسيح، فقالو لهم بكلام الرؤساء والشيوخ داخل المجلس. وبعدما سمعو الأتباع تهديد المجلس لهم، دعو لله بصوت رافع بقلب واحد وقالو، "يارب ياخالق السماوات والأرض والبحار وكُلِّ شي فيهن، إنته ياربّنا قلت بروح الله القُدس على لسان أبونا داؤد خادمك في كتاب الزبور قلت، "ليه غضبت كُلِّ الأُمم؟ وتأمرو كُلَّ الناس باطل، وقامو مُلوك الأرض واجتمعو الرؤساء كُلّهم على الله العظيم ومسيحه؟" نعم كما قلت في ذي الآيه، إجتمعو الحكّام الرُومانيين هيرود إنتيباس وبلاطيس، مع رؤساء بني يعقوب وغير بني يعقوب على خادمك القدّوس عيسى المسيح إلّي أخترته ملك علينا. فعملو رؤساء الناس الشر فيه، وذي مشيئتك وعلمك السابق. يارب شف تهديدهم ذلحين أه يقولون، فرزق نحنا الشجاعة القويّة فنستمر نُعلن كلِمتك بدون خوف. مد يدك يارب، وهب لنا قوّة الشفاء ورزق نحنا عمل المُعجزات والآيات، بأسم القدّوس عيسى المسيح خادمك." فستجاب الله دعأهم فهتز المكان إلّي كانو موجوديين فيه. ومتلؤ كُلّهم بروح الله القُدس، وإستمرّو يعلنون رساله الله القدير بشجاعة برغم إنّهم مهدّدين من رؤساء المجلس الأعلى. وكانو كُلَّ الأتباع على قلب واحد ونفس وحدة. وماحد يقول، "أملاكي حقّي" لكنّهم يتشاركون كُلَّ شي بينهم البين. ولا واحد كان فيهم مُحتاج لأنَّ الأتباع أصحاب المزارع والبيوت والأراضي يبيعون أملاكهم ويجيبون ثمنّها ويزقلون به عنّد رجيل الحواريين. فيوزعونه على أيّ واحد مُحتاج قدر حاجته. وكذا عمل يوسف وهو من قبلية لاوي مولّد قبرصي. لقّبوه الحواريين برنابا معناه "إبن التعزية". باع مزرعته وزقل بثمنّها عنّد رجيل الحواريين للمُحتاجين. وكانو الحواريين يُعلّمون الأتباع ويشهدون عنّد الناس أنَّ عيسى المسيح قام من الموت بقدرة الله العظيم. وكان الله عزّوجل راضي عليهم كُلّهم.
5
ولكن كان رجل ثاني من الأتباع أسمه حنّانيا وحرمته أسمها سفيرة. فباع حنّانيا قطعة أرض حقّه. واتّفق هو وحرمته ليخبّو بعض العدّي لأنفسهم. وجاب حنّانيا باقي العدّي وزقل بها عنّد رجيل الحواريين كإنّها كُلَّها، فقال له الشيخ سمعان، "ياحنّانيا ليه سمعت كلام الشيطان وخلّيته يغرّي قلبك؟ وليه كذبت على روح الله القُدس وحتفظت ببعض عدّي الأرض؟ الأرض كُلَّها حقّك لو مابعتها. ولمّا بعتها كنت تقدر تحفظ العدّي كُلّها لك. لكن ليه نويت في قلبك كُلَّ ذا؟ إنته كذبت على الله عزّوجل ماهو علينا." ولمّا سمع حنّانيا ذا الكلام سقط ميّت. فقامو بعض الشباب وغسّلوه وكفّنوه وخرجوبه الى برّع ودفنوه. فخافو خوف شديد كُلّ من سمع بهذا الأمر. وبعد ثلاث ساعات تقريباً، دخلت حرمته سفيرة وهي ماتعرف أه حصل برجّالها. فقال لها الشيخ سمعان الحواري، "قولي لي ياسفيرة، بذي العدّي كُلَّها بعتو الأرض؟" فقالت "نعم بذي العدّي كُلَّها." فقال لها، "ليه أتّفقتي أنتِ ورجّالِك على تجربة روح الله القُدس؟ شوفي ذيلا الشباب إلّي دفنو رجّالِك وصلو عنّد الباب، وبايحمِلُونِك إنتِ ذلحين." فسقطت ميّتة عنّد رجيله. فدخلو الشباب فحصّلوها ميّتة. فغسّلوها وكفّنوها وخرجوبها إلى برّع ودفنوها بجانب رجّالها. فدخل خوف شديد كُلّ الأتباع وكُلّ الناس إلّي سمعو بذي الأخبار. وإستمرّو الحواريين يعملون مُعجزات وآيات كثيرة في الناس. وكانو الحواريين يجتمِعون بستمرار في بيت الله في المكان المعروف بساحه الملك سُليمان. وكانو كُلّ الناس يُشرّفونَهم ويحترِمونَهم كثير، وماحد قدر يتجرّاء ويرفع رأسه فيهم. وزاد عدد الأتباع بمولانا عيسى المسيح عليه السلام من الرجال والنساء. وجابو الناس مرضاهم الى الشوارع، وحطّوهم على الفرش والقطف، وكانو يتمنّون يُوقع ولو حتى ظل الشيخ سمعان على مرضاهم فيُشفون. وجأو ناس وايدين من المُدن والقرى القريبة من القُدس، يحمِلون مرضاهم والمسكونين بالجن فيُشفون كُلَّهم. ولمّا عرف رئيس رجال الدين المُتشفّعيين أنَّ الحواريين ما أهتمّو بتحذيرهم، وأنَّ أتباعهم زادو أكثر من الأوّل، إمتلأ حسد وزاد غضبه، هو وجماعته الصدوقيين. فمسكو الحواريين وحطّوهم في السجن. ولكن في نفس الليلة، جاء ملاك من عنّد الله سبحانه وتعالى وفتح باب السجن وخرّج الحواريين وقالهم، "روحو بيت الله وإستمرّو أعلنو للناس رسالة الحياة الجديدة الكامِلة!" فدخلو بيت الله الفجر وبدؤ يُعلّمون الناس. وفي الصباح جاء رئيس المُتشفّعيين مع جماعته. وطلب المجلس الأعلى لِمُحاكمتهم. فجأو كُلَّ شيوخ بني يعقوب. وعنّدما إجتمعو كُلّهم أمرو الحرس يجيبون الحواريين. فراحو الحرس لمّان السجن، لكن ماحصّلوهم. فرجعو لمّان المجلس وقالو، "السجن مُقفّل والحرس قيام عنّد الأبواب. ولكن عنّدما فتحنا الأبواب، ماحصّلّنا حد موجود هُناك!" وعنّدما سمع ذا الكلام رئيس حرس بيت الله ورؤساء المُتشفّعيين إحتارو وقالو، "كيف حصل ذا؟" فدخل عليهم واحد وقال لهم، "شفو، الرجال إلّي سجنتوهم البارح مُستمرّين يُعلّمون الناس في بيت الله ذلحين!" فراح رئيس الحرس مع رجاله وجابو الحواريين بدون عنف، لإنّهم خافو من الناس. إذا كان بايشلّونهم بعنف قُدّام الموجوديين، بايحذّفونهم الناس حتى الموت. وعنّدما وقفو الحواريين في المجلس، إستجوبهم رئيس المُتشفّعيين وقال لهم. "يارجال ماتذكّرون أنّ نحنا أمرناكم بشدّة قبل ذي المرّة، وقلنا لكم قُدّام المجلس الأعلى لا تُعلّمون بذا الأسم؟ لا كنّكم شوفو مليتو كُلَّ القُدس بتعاليم عيسى هذا. إنتو بغيتو باتلومُون نحنا هاه على قتل عيسى؟" فقال الشيخ سمعان والحواريين، "نحنا لازم نطيع الله القدير ماهو الناس. إنتو علّقتو عيسى المسيح في خشبة وقتلتوه. ولكن إله أبائَنا بعثه، ورفعه بيمينه وخلاّه يكون ملك ومنقذ علينا. فيعطيكم ويعطي بني يعقوب كُلَّهم رسالة التوبة، ليغفر الله ذنوبكم ومعاصيكم بأسمه. ونحنا شهود على ذا كُلّه. وأيضاً يشهد روح الله القُدس، إلّي نزله الله سبحانه وتعالى لكُلّ من يُطيعه." وعنّدما سمعو أعضاء المجلس الأعلى هذا الكلام، فار دمّهم وغضبو غضب وايد حتى إنّهم قرّرو إنّهم يقتلونهم كُلّهم. ولكن واحد من أعضاء المجلس إسمه غمالائِيل، وهو واحد من عُلماء التوراة، يحترِمُونه كُلَّ الناس. قام من بينهم وأمر الحواريين بالخروج من المجلس لِمُدّة بسيطة. وبعدين قال لكُلّ أعضاء المجلس، "يارؤساء وياشيوخ بني يعقوب، إنتبهو مِن قراركم ذا إلّي باتعملونه بذيلا الرجال! أسمعو، قبل فترة بسيطة قام ثوداس، وقال إنّه رجل عظيم. فتبعه أربع مئة رجل تقريباً، ولكنّه قُتل وتفرّقو كُلَّ أتباعه ونتهو وراحت كُلّ أيّامه. وعنّدما كانو الرُومانيين يعدّون السكّان ليجمعو الضرائب، قام يوذا الجليلي في ذا وقت وكثرو أتباعه. ولكن قُتل أيضاً، وكُلَّ أتباعه تفرّقو وتشتّتو. لذا باقولكم نصيحتي، مالكم ومال ذيلا الرجال. خلّوهم في حالهم، لا تهتمّون فيهم أبداً. إذا كان تبشيرهم وتعليمهم من عنّد أنفسهم أكيد باينتهي وبايزول، كما راحت جماعة ثوداس ويوذا. لكن إذا كان من عنّد الله سبحانه وتعالى، فأنتو ماتقدرون تمنعونهم، إلاّ إذا تبغون إنّكم تكونون أعداء الله فمنعوهم." فقتنعو بكلامه أعضاء المجلس الأعلى. وطرّبو على الحواريين وجلدوهم وحذّروهم بالقوّة وقالو لهم، "لا تتكلّمُون بأسم عيسى أبداً." بعدين فكّوهم. فخرجو الحواريين من المجلس الأعلى فرحانيين، لأنَّ الله سبحانه وتعالى قبلهم من المُستحقين ليُهانو بسبب إسم عيسى المسيح. وإستمرّو كُلَّ يوم في بيت الله وفي بيوت الناس يُعلّمون ويُبشرون رسالة إنجيل المسيح ويقولون ، "عيسى المسيح هو مُختار الله إلّي تنتظرونه من زمان."
6
وفي ذِيك الأيّام، زاد عدد أتباع عيسى عليه السلام، وكانو كُلّهم أصل من بني يعقوب. منّهم مُولّديين من الخارج وثانيين من أهل البلاد. والأتباع إلّي من أهل البلاد كانو مسؤليين على إِعانه الأرامل. فشتكو المُولديين وقالو، "أرامل أهل البلاد يشلّين نصيبهن، ولكن أراملنا مايشلّين نصيبهن من الإعانة اليومية." فجمعو الحواريين الإثني عشر جماعة أتباع عيسى عليه السلام وقالو لهم، "نحنا مانقدر نُهمل التبشير بكلام الله سبحانه وتعالى ونروح ونُساعد المُحتاجين. لذا يا أخوان، إختارو سبعة رجال منّكم، يكونون معروفين بحتِرامهم عنّد الناس، ويكونون مليانين بروح الله القُدس والحكمة. فنعيّنهم ليكونو مسؤليين على ذا العمل. فنقدر نحنا نستمر على الصلاة والدعوه بكلام الله القدير." فوافقو وفرحو كُلَّ الموجودين بكلام الحواريين. فختارو سبعة رجال منّهم. وهم الدُُعاه، الأوّل إستفان، وهو رجل مليان بالإيمان وبروح الله القُدس، وفيليب وبَرْكُو، ونيكانور وتيمون وبَرْمَان ونِقُولا وهو أصل من مدينة أنطاكية فصار بني يعقوب. وبعدما إختارو السبعة الرجال ذيلا، قدّموهم للحواريين إلّي حطّوا أيديهم عليهم ودعولهم. وستمرّت رسالة الله تنتشر بسرعة، فزاد عدد الأبتاع كثير في مدينة القُدس، وحت كثير من رجال الدين المُتشفّعيين آمنو بمولانا المسيح. وكان الداعيه إستفان رجل مليان بنعمة الله والقدرة. فعمل آيات ومُعجِزات عظيمة بين الناس. بعدما أرتفع المسيح إلى السماء بأربع سنوات تقريباً، كانت في القُدس جماعة أسمها جماعة المُتحرّرين. وهم أصل من بني يقعوب، مُولدين من قيروان ليبيا والأسكندرية وكيلكية وغرب تركية. جأو بعض منّهم إلى الداعيه إستفان ليتحدّونه، فناقشوه في عيسى المسيح، ولكن ماقدرو له ولا مسكو شي عليه. فسكتو لأنَّ روح الله القُدس أعطاء إستفان الحكمة، كما قال مولانا عيسى عليه السلام. لذلك رشو المُتحرّريين بعض ضعاف القلوب ليقولون كلام زور على الداعيه إستفان فقالو، "سمعنا إستفان يقول كلام كُفؤر على النبي موسى، وحتى على الله سبحانه وتعالى." فبهذا التحريض غضبو كُلَّ الناس الموجوديين والشيوخ وعُلماء الشريعة على الداعيه إستفان. وفجأه خطفوه وجابوه قُدّام المجلس الأعلى. وجابو شهود الزور حقّهم، فشهدو عليه وقالو، "ذا الرجّال ماوقف عن سب ذا المكان المُقدّس بيت الله وشريعة النبي موسى. وسمعناه يقول أنَّ عيسى ذا بايكسّر بيت الله هذا، وبايغيّر سُنّة النبي موسى عليه السلام." فتشوّفو للداعيه إستفان كُلَّ الموجوديين في المجلس، فرأو وجههُ مليان نور كإنّه فلقة قمر.
7
فقال الرئيس المُتشفّع للداعيه إستفان، "قُلّي إستفان، ذي التُهم إلّي عليك صدق؟" فقال إستفان، "إسمعو يا أخواني، إنتو تعرفون عنّدما عاش أبونا إبراهيم الخليل بين نهر دجلى والفُرات، أظهر له الله القدير مجده هُناك، برغم إنّه كان بعيد جداً من مدينة القُدس. فقال له الله سبحانه وتعالى، "يا إبراهيم، إرحل من أرضك وقبيلتك وإمشي إلى الأرض إلّي باروّيك أيّاها." فرحل أبونا إبراهيم من أرضه أرض الكلدانيين في العراق، وسكن في مدينة حاران تركياء. وبعدما مات أبوه تارح نقله الله عزّوجل من حاران، لمّان ذي الأرض إلّي تسكنون فيها ذلحين. بس ماعطاه الله سبحانه وتعالى ميراث في ذي الأرض ولاحتى أرض صغيرة. ولكن الله القدير وعده أن يُعطيه ذي الأرض مُلكاً له ولنسله من بعده، برغم إنّه عاده ماعنّده عيال. فقال له الله عزّوجل، "يا إبرهيم، بايعيش نسلك في مصر في أرض غريبة، ماهي أرضهم. وأهل ذي البلاد الغريبة بايستعبدونَهم وبايعذّبونَهم لِمُدّة أربع مئة سنة. ولكنّنا باعاقب الأُمّة إلّي تستعبد نسلك وتُعذّبَهم. وبعدين باخرّجهم من الأرض ذيك الغريبة، وبايعبُدوننا في ذي الأرض." وأعطى الله سبحانه وتعالى أبونا إبراهيم عهد الختان، وهو دليل على عبادة الله وطاعته، ورزقه الله عيال كما وعده. فولد لإبراهيم الخليل إسحاق، فختنه في اليوم الثامن، وختن إسحاق يعقوب ويعقوب ختن أبائنا الأثني عشر، وواحد منّهم النبي يوسف. ولكن أباؤُنا حسدو أخوهم النبي يوسف، فباعوه إلى تُجّار فصار عبد في مصر. وكان الله عزّوجل معه، فأنقذه من كُلّ المصائب والمِحن. ووهبه رضى وحكمة عنّد فرعون ملك مصر، إلّي عيّن النبي يوسف حاكم على مصر وعلى كُلَّ أعمال قصره. وبعد فترة، جأت مجاعة شديدة جداً في مصر كُلَّها وحتى في أرض كنعان فلسطين، كما فسّر يوسف عليه السلام حلم الملك فرعون من قبل. فقاسو الناس حياة صعبة جداً، حتى أباؤُنا ماحصّلو أكل يأكُلونه في كنعان. فسمع يعقوب أبوهم أنَّ في أرض مصر بر وايد. فأرسل أبائُنا إلى مصر، ولكنّهم ماعرفو أخوهم النبي يوسف في ذي المرّة. ولمّا رجعو إلى مصر ثاني مرّة، عرّف النبي يوسف نفسه لأخوانه، وعرف فرعون أصل يوسف عليه السلام. وبعدين أرسل النبي يوسف إلى أبوه النبي يعقوب في كنعان، علشان يجي هو وكُلَّ قبيلته إلى عنّده في مصر. فنزلو كُلَّهم لمّان مصر. وكانو خمسة وسبعين نفر. فعاشو فيها ومات هُناك هو وأبائُنا. فرجّعو أجسامهم إلى أرض كنعان إلى مدينة حبرون، وهيّ نابلس الأن. ودفنوهم في القبر إلّي إشتراه أبونا إبراهيم عليه السلام من بني حمور. وكثرو قومنا وزاد عددهم في مصر كما وعد الله سبحانه وتعالى. وعنّدما أقترب تحقيق الوعد لأبونا إبراهيم، قام ملك ثاني في مصر، مايعرف النبي يوسف ولا يعرف أه عمل. فخدع ذا الملك قومنا وأذلَّ أبائُنا. وأمرهم بالقوّة إنّهم يزقّلون بأطفالهم في نهر النيل. وفي ذي الأيّام، خُلق موسى كُليم الله وكان جميلً جداً، وكان الله سبحانه وتعالى راضي عليه. وبعدما تربّى النبي موسى في بيت أبوه ثلاثة أشهر، زقلت به أُمّه في نهر النيل. وبعدين تربّى في قصر الملك فرعون. فتعلّم موسى عليه السلام حكمة المصريين كُلّها. وكان قوي في القول والعمل. وبعدما عاش أربعين سنة في قصر فرعون، قرّر في يوم من الأيّام إنّه يزور قومه بني يعقوب. فشاف مصري يضرب واحد من قومه. فدافع عنّه ونتقم له وقتل المصري. وعتقد النبي موسى أن قومه بايفهمون أن الله سبحانه وتعالى باينقذهم على يده، لكنّهم مافهمو. وثاني يوم شاف النبي موسى أثنين من قومه يتهادّون. فحاول إنّهم يتصالحون فقال، "يارجال، إنتو أخوان، ليه تتهادّون بينكم البين؟" فدفر المُعتدي النبي موسى على جنب وقال له، "من خلاّك رئيس وقاضي عليّنا؟ إنته بغيت باتقتلنا كما يوم قتلت المصري البارح؟" وعنّدما سمع النبي موسى ذا الكلام خاف كثير، فشرد إلى أرض مِديان شرق صحراء سيناء وعاش فيها كما الغريب. وهُناك تزوّج وله ولدين. وبعدما عاش في أرض مديان أربعين سنة، ظهر له ملاك من الله في وادي جبل سيناء على شجرة تشتعل فيها نار. فحتار النبي موسى لأنَّ الشجرة ما أحترقت فقرب ليشوف. فقال له الله عزّوجل "ياموسى، أنا إله أبائَك، إلة إبراهيم وإسحاق ويعقوب، أنا عملت عهدي معهم." فخاف النبي موسى كليم الله وماقدر يتجرّاء ويرفع رأسه ويشوف. فقال له الله عزّوجل، "خُلس حذيّك، لأنَّ الأرض إلّي قيم فيها إنته ذلحين أرض مُقدّسة. أنا شفت ذُلَّ قومي في مصر وسمعت أنينهم فنزلت لأُنقذهم. فتعال ياموسى، برسلك ذلحين لمّان مصر لتُحرّر قومي." فهذا كليم الله موسى إلّي أبائُنا رفضوه وقالو له، "من خلاّك رئيس وقاضي علّنا؟" نعم، برغم أبائُنا رفضوه، أرسله الله رئيساً ومُنقذاً لكم بمساعدة الملاك إلّي ظهر له في الشجرة النار. وبآيات ومُعجِزات خرّج النبي موسى قومه من عبوديّة مصر. وأيضاً إستمر يعمل الآيات في البحر الأحمر وفي صحراء سيناء لِمُدّة أربعين سنة. وذا النبي موسى قال لبني يعقوب، "بايختار الله لكم نبي كماي من بينكم." والنبي موسى نفسه، إلّي كان مع قومه بني يعقوب في الصحراء، وسيط بين أبائَنا وبين الله إلّي كُلّمه على جبل سيناء. وهو نفسه إستقبل كليمات الحياة ووصايا الله فأعطى نحنا أيّاها. ولكنَّ أبائَنا رفضو إنّهم يطيعون النبي موسى كُليم الله ووصاياه فدفره على جنب. وكانو بغو بايرجعون إلى مصر. وعنّدما طلع النبي موسى جبل سيناء ليستقبل وصايا الله القدير، قالو أبائَنا لهارون أخو موسى عليهم السلام تحت الجبل، "ياهارون، أعمل لنا آلهه تسير قُدّامنا، لأنَّ نحنا مانعرف أه حصل لموسى ذا إلّي خرّج نحنا من مصر." فلقّو في ذاك الوقت صنم من ذهب بشكُل ثور صغير وقدّموله الأضاحي، ففرحو بما عملته أيديهم. فرفضهم الله سبحانه وتعالى وخلاّهم يعبدون الشمس والقمر ونجوم، كما قال الله سبحانه وتعالى على لسان النبي عاموس، "يابني يعقوب، كم مرّة قدّمتو لي الأضاحي لِمُدّة أربعين سنة إلّي عشتوها في الصحراء؟ ولا مرّة. بدل ماتعبدونّا، لقّتو أصنام وروحتو وحملتو تابوت إله مولخ وإله النجوم رانفان وعبدتوهم. لذالك بطردكم لمّان أبعد من نهرين بابل في أرض العراق." وكما تعرفون قبل مايبني الملك سُليمان بيت الله في القُدس، كان مع أبائُنا خيمة مُقدّسة وتابوت عهد مُتنقّل، يعبُدون الله سبحانه وتعالى عنّده لمّا كانو يمشون في الصحراء. هذه الخيمة والتابوت عملهن موسى عليه السلام كما أمره الله القدير وروّاه. وبعدما توفّى كليم الله موسى عليه السلام، طرد الله سبحانه وتعالى الكنعانيين من أرضهم قُدّام أبائُنا. فجابو أبائنا الخيمة وتابوت العهد بقيادة يشوع خادم النبي موسى إلى أرض كنعان. وبقيت الخيمة وتابوت العهد في مدينة شيلوة في السامرّة، لمّان أيّام الملك داؤد. ورضي الله سبحانه وتعالى على الملك داؤد. وكان يتمنّى إنّه يبني بيت الله لبني يعقوب، فولده النبي سُليمان هو بناء البيت. ولكن الله سبحانه وتعالى مايسكن في بيوت عملها الأنسان بيده، كما قال النبي أشعياء عليه السلام، "يقول الله سبحانه وتعالى، "السماء عرشي، والأرض مدحقة قدمي. أه من بيت يكون لي؟ وفي أيّ مكان باتبنون؟ أما خلقت السماوات والأرض وكُلَّ شي فيهن؟" أقول لكم يا أصحاب القلوب المُتحجّرة وياصقعان، إنتو كما أبائكم، دائماً تعصون روح الله القُدس في كُلَّ شي لمّان اليوم. أما عذّبو أبائكم كُلَّ نبي؟ وحتى إنّهم قتلو أنبياء تنبّؤ بمجي المسيح البار إلّي إنتو خنتوه وقتلتوه. وإنتو يابني يعقوب قوم الله، إستلمتو وصايا الله القدير من أيدي الملائكة الأطهار، ولكن ماعملتو بها وماحفظتوها." وبعدما سمعو كُلَّ أعضاء المجلس والموجودين كلامه وتهامه لهم، غضبت قلوبهم وحرقصو أسنانهم عليه. ولكن الداعيه إستفان رفع رأسه إلى السماء وهو مليان بروح الله القُدس. فشاف عزّة الله وجلاله وعيسى المسيح قيم على يمينه، فقال لهم، "ذلحين أنا نشوف السماء مفتوحة وسيّد البشر الوحيد قيم على يمين الله القدير." فصنّو أذانهم بالقوّة، وصاحو بصوت رافع جداً. وهجمو عليه كُلَّهم دفعة وحدة، فخرّجوه من المدينة. وحطّو ثيابهم عنّد رجيل شاب إسمه شاول. ولمّا كانو يحذّفون الداعيه إستفان الصابر، ركع ودعاء بصوت رافع وقال، "يامولاي عيسى، تقبل روحي ولا تحسب عليهم ذي المعصية." قال هذا وفاضت روحه. ودفنوه بعض الرجال الأتقياء الصالحين من أتباع عيسى المسيح عليّه السلام وعملو له عزاء كبير.
8
وفي ذا الوقت، تألّمو أتباع المسيح وعانو كثير، فتشتّتو من القُدس إلى أماكن قريبة وإلى السامرة، وشردو كُلّهم إلاّ الحواريين. وكان شاول وهو فقيه مُتشدّد، يقول أنَّ الداعيه إستفان سيّد الشُهداء يستحق الموت. فحوال يُبيد المُؤمِنيين كُلّهم وكان يأذيهم كثير. فطاردهم من دار إلى دار، فخرّج رجال وحريم وسحبهم وزقل بهم في السجن. وعنّدما شردو المُؤمِنيين من مكان إلى مكان، بشّرو الناس برسالة مولانا عيسى عليه السلام. وكان واحد من أتباع المسيح إلّي تشتّتو إسمه فيليب، وهو داعيه من السبعة إلّي عينوهم الحواريين. دخل مدينة سامرية إلّي عنّدهم قبلة حقّهم، فبشّرهم أنَّ عيسى إبن مريم هو المسيح مُختار الله العظيم. فنتبهوله أهل السامرية فقبلو كلامه بقلب واحد. وسمعو مُعجزاته وشافوها. وكانو الجن يخرجون من ناس وايدين وهم يصيحون بصوت قوي. فشتفو وايدين من المشلّلين والعرج، فمتلأت السامرة بفرح كبير. وكان في المدينة رجل إسمه سيمون. أغراء وفتن السامريين من زمان طويل بأعمال السحر، وقال إنّه رجل عظيم. فكانو السامريين كُلّهم يعملون بكلامه ويتبعونه من كبيرهم إلى صغيرهم ويقولون، "ذا الرجّال قوّة الله العظيمة." وكانو يتبعونه لإنّه أثّر فيهم بأساليب سحره من زمان. ولكن عنّدما بشرّهم الداعيه فيليب بمملكة الله عزّوجل وبأسم المسيح، آمنو بكلامه ناس كثير وتغطّسو. وحتى الساحر سيمون آمن وتغطّس. وكان سيمون يمشي مع الداعيه فيليب في كُلَّ مكان، مُتعجب من الآيات والقوّة العظيمة إلّي يعملها الداعيه. وسمعو الحواريين في القُدس أنَّ كثير من أهل السامرّة قبلو كلام الله سبحانه وتعالى، فأرسلو لهم الشيخان سمعان ويوحنّا. وكان روح الله القُدس عاده مانزل على المُؤمِنيين السامريين، لكنّهم تغطّسو بأسم عيسى المسيح بس. فلمّا وصلو الشيخان إلى السامرة، دعو الله سبحانه وتعالى لينزل عليهم روح الله القُدس. وطرحو أيديهم فنزلت قوّة روح الله القُدس عليهم. وعنّدما شاف سيمون نزول روح الله القُدس على من طرح الشيخان أيديهم عليهم، عرض عليهم عدّي وايدة ليشتري ذي القوّة وقال لهم، "ياشيوخ، عطونا ذي القوّة، بغيت باعطي أنا روح الله القُدس كُلَّ من نطرح يدي عليه." فقال له الشيخ سمعان، "رح إنته وعدّيّك إلى النار وخلّها تنفعك، لأنَّك أعتقدت إنّك تقدر تشتري هبة الله بعديّك. مالك صالح في أعمال الرسل، لأنَّ قلبك فاسد عنّد الله. فأحسن لك ياسيمون تُب إلى الله سبحانه وتعالى من شر قلبك ذا، وتوسل له بأسم عيسى المسيح. يمكن تُغفر نيّة الشر في قلبك، لإنّنا ذلحين نشوفك مليان بحسد ومقيّد بالمعاصي." فقال سيمون، "ياشيوخ، أُطلبو لي شفاعة عيسى المسيح، علشان مايصيبنا شي من إلّي قلتوه." وبعدما شهدو الشيخان وأعلنو كلام عيسى عليه السلام، رجعو إلى مدينة القُدس وهم يُبشّرون قُرى وايدة في السامرّة. وبعدما رجعو الشيخان إلى القُدس، جاء ملاك من الله القدير للداعيه فيليب وقال له، "يافيليب، قم ورح بتّجاه الجنوب في الطريق الصحراوية إلّي تنزل من مدينة القُدس إلى غزّة." فقام الداعيه فيليب وراح كما قال له الملاك. وفي الطريق صدفة قابل رجل مخصي من الحبشة البلاد البعيدة. وهو وزير مملكة كنداكة، ملكة الحبشة ومسؤل على كُلَّ خزائن الدولة. جاء إلى مدينة القُدس لعبادة الله تعالى. ولكن ماقدر يعبد الله سبحانه وتعالى في بيت الله كامل كما بني يعقوب لإنّه مخصي. ولمّا كان راجع إلى بلاده، كان جالس في مركبته يقراء كتاب النبي أشعياء عليه السلام. فقال روح الله القُدس للداعيه فيليب، "يافيليب، قم ولحق بذيك المركبة، وإمشي بجنبها." فخب الداعيه فيليب لمّان عنّد المركبة، فسمع الوزير يقراء في المركبة كتاب النبي أشعياء. وذي الأية إلّي يقرائها من الكتاب تقول، "وكان يُساق لذّبح وهو ساكت كما الطلي. هكذا ماقال ولا كلمة. وأذلّوه وحكمو عليه بدون عدل ولاحد من جيله أعترف به. فمن يُخبر عن أتباعه، لأنَّ حياته إنقطعت من الأرض ليكون فداء للناس؟ ولكن بايشوف أتباعه وتطول أيّامه." فقال الداعيه فيليب، "ياسيّدي، الآية إلّي تقرأها تفهمها؟" فقال الوزير، "كيف بفهم ولاحد يفسّر لي ويعلّمنا؟" فتوسّل الوزير من الداعيه فيليب إنّه يطلع المركبة ويجلس عنّده. فقال الوزير المخصي، "يافيليب قل لّي، ذا الرجل إلّي مات كما أطلي وقام من الموت، هذا النبي أشعياء نفسه أو نبي ثاني؟" فبداء الداعيه فيليب يُفسّر له من ذي الآية، ويُبشّره أنَّ ذا هو عيسى بن مريم المسيح إلّي أوفى بوعد الله عزّوجل وكُلَّمه عليه. وعنّدما كانو يمشون في الطريق، يزعو عنّد مكان فيه ماء. فقال الوزير المخصي لفيليب، "شف ذا ماء، أنا بغيت بتغطّس فمن يقدر يمنعنا؟" فقال له الداعيه فيليب، "تقدر تتغطّس إذا كنت تؤمن بعيسى المسيح من كُلَّ قلبك." فقال الوزير، "آمنت من كُلَّ قلبي أن عيسى إبن مريم هو المسيح مختار الله عزّوجل." وبعدين أمر الوزير بتوقّف المركبة ونزلو عنّد الماء فغطّسه الداعيه فيليب. وعندما طلعو من الماء، شل روح الله القُدس فيليب فختفاء من عنّد الوزير. فراح الوزير في طريقه وهو فرحان. وأمّا الداعيه فليب فحصّل نفسه في مدينة أشدود وهي تبعد ثلاثين كيلو شمال غزّة، فبشّر الناس وهو يسير في المُدن والقُرى، لمّان وصل مدينة قيصر الساحلية.
9
وأمّا شاول فستمر كلام التهديد ينزل من صدره، لجماعة المسيح بالتعذيب والقتل. فراح شاول عنّد رئيس المُتشفّعيين، وطلب منّه رسائل تصريح الى مسؤلين بيوت عبادة بني يعقوب في ديمشق علشان يقدر يعتقل أيّ واحد يتبع طريق عيسى المسيح هُناك، رجال كانو أو حريم. ويجيبهم إلى مدينة القُدس ويزقل بهم في السجن. وبعدما شل التصريح، راح الى ديمشق. وعنّدما كان يقترب من ديمشق وقت الظهر، فجأه نزل عليه نورٌ من السماء. فسقط شاول في القاع وسمع صوت يقول له، "ياشاول شاول، ليه إنته تُعذّبنا؟" فقال شاول، "من إنته يامولاي؟" فقال له، "أنا عيسى المسيح، إلّي إنته تُعذّبه. قم ودخل مدينة ديمشق. هُناك واحد بايقول لك أه عليك لازم تعمله." وحتارو أصحاب شاول إلّي جاو معه، لإنّهم يسمعون الصوت ولا يشوفون حد. فقام شاول من القاع وفتّح عيونه، ولكن حصّل نفسه أعور مايقدر يشوف. فقاودوه أصحابه بيده وجابوه لمّان ديمشق. وتمّى هُناك ثلاثة أيّام أعور مايأكُل ومايشرب. وكان في ديمشق، رجل من شيوخ المُؤمِنيين بمولانا عيسى المسيح إسمه حنّانيا. فقال له مولانا عيسى في رؤياء، "ياحنّانيا" فقال له، "نعم يامولاي." فقال له، "قم ورح لمّان الشارع المُسمّى بالمستقيم، ودخل دار واحد يقولون له يودا. وسأل على رجل من مدينة طرسوس إسمه شاول، إلّي يُصلّي ويدعو ذلحين. هو شافك ياحنّانيا في الرؤياء تدخل عليه وتطرح يدّاتك فوقه فيرجع بصره." فقال الشيخ حنّانيا، "يامولاي، ناس وايدين قالو لي كيف ذا الرجل عمل شر، وكيف إنّه عذّب أتباعك في مدينة القُدس. وذلحين جاء هُنا وعنّده تصريح وسلطة قويّة، عطوه أيّاها رؤساء المُتشفّعيين، ليعتقل كُلَّ من يدعو بأسمك في ديمشق." ولكنَ مولانا عيسى قال له، "ياحنّانيا، رح وعمل كما قلت لك بس، لأنَّ شاول أنا أخترته خادمي، ليحمل إسمي الى الأمم والملوك وبني يعقوب. وباروّيه كم لازم يتحمّل الألام علشان إسمي." فراح الشيخ حنّانيا، ودخل دار يودا كما قال له مولاه. فطرح يدّاته على شاول وقال، "ياخوي شاول، عيسى المسيح إلّي ظهر لك وإنته في الطريق، أرسلنا الى عنّدك ليرجّع بصرك وتمتلي من روح الله القُدس." فتساقط من عيونه حاجة تشبه القرش. فرجع بصره، فقام وتغطّس على يد الشيخ حنّانيا. بعدين عطوه أكل فرجعت له قوّته. وجلس شاول أيّام مع المُؤمِنيين أتباع المسيح في ديمشق، وراح بيوت عبادة بني يعقوب. وبداء يُعلن فيها أنَّ عيسى إبن مريم هو ابْنُ اللهِ بالروح (المُنقذ من الله عزّوجل). فكُلَّ من سمع كلامه إحتار ويقول، "أما كان هذا الرجل يحاول يُبيد أتباع المسيح في القُدس؟ وجاء لمّان هُنا ليعتقلهم ويشلّهم الى محكمة رؤساء المُتشفّعيين؟" وتقوّى شاول أكثر في التبشير. فلخبط عقول بني يعقوب المُقيمين هُناك، وحيّرهم بدلائل قويّة من كتب الله عزّوجل، بأن عيسى هو المسيح مختار الله القدير. وبعد فترة عملو رؤساء بني يعقوب في ديمشق خطّة لقتله. فكانو يُراقِبونه عنّد أبواب المدينة ليل نهار ليغتالوه. ووصلت ذي المُأمره عنّد الأخوه أصحاب شاول. فشلّوه بليل ودلدلوه من فوق سور المدينة في مربشة كبيرة، وهرّبوه لمّان برّع. وعنّدما وصل شاول مدينة القُدس، حاول يدخل في المُؤمِنيين أتباع عيسى عليه السلام، ولكنّهم خافو منّه، وماصدّقو إنّه من أتباع مولانا عيسى كماهم. ولكن وحد من الأتباع صدّقه وإسمه برنابا، فجابه لمّان عنّد الحواريين. وحكى لهم كيف أنَّ شاول شاف المسيح في طريق ديمشق. وأيضاً حكى لهم أه قال له مولانا عيسى، وكيف بشّر بشجاعة بإسمه في ديمشق. فقبلوه الحواريين، فجلس معهم في القُدس، يدعو الناس بشجاعة رسالة مولانا عيسى المسيح. ومرّة من المرّات، دخل شاول في نقاش مع مُولّدين من الخارج من بني يعقوب، ولكنّهم حاولو يقتلونه كما قتلو الداعيه إستفان الشهيد. وعنّدما عرفو المُؤمِنيين أه حصل بين شاول والمولّدين، نزّلو شاول الى ميناء قيصريّة. ومن قيصريّة سفّروه بسفينة الى بلاده مدينة طرسوس في منطقة كيلكية التركيّة. وكانو الأخوه المُؤمِنيين في منطقة القُدس والجليل وسامرّة، ينعمون براحة وسلام. وكانو يتّقون الله عزّوجل حقيقي ويخافونه، ويزيد عددهم بتشجيع من روح الله القُدس. وكان الشيخ سمعان الحواري في ذا الوقت، يسير في المُدن والقُرى ويزور أتباع مولانا عيسى. ومرّة من المرّات، زار المُؤمِنيين في مدينة لدّة، إلّي تبعد أربعين كيلو متر غرب القُدس، فحصّل هُناك رجل إسمه إينياس. كان مُشلّل جالس في وقاه له ثمان سنوات. فقال له الشيخ سمعان، "يا إينياس، عيسى المسيح شفاك، قم وطو وقاك بيدك." فقام تو، فشافوه يمشي أهل مدينة لدّه، فآمنو ناس وايدين بالمسيح. وكان في مدينة يافا حرمة مُؤمِنة إسمها طابيثة، ومعناه "غزالة أو ظبية." كانت تشغل وقتها كُلَّه في الأعمال الصالحة ومُساعدة المُحتاجين. فمرضت في ذا الوقت وماتت. وبعدما غسّلوها، حطّوها في الغرفة الفوقيّة. وسمعو الأتباع المُؤمِنيين أنَّ الشيخ سمعان شفى واحد مشلول في لدّة، وهي قريبة من يافا. فأرسلو رجُلين يقولون له، "أرجوك ياشيخ سمعان، تعال عنّدنا ولا تتأخر." فقام الشيخ وراح معهم الى يافا. وعنّدما وصل، طلعو به لمّان الغرفة الفوقيّة. وكانت مليانة أرامل حزينات يروّينه القمصان والثياب إلّي خيطتهن ظبيه لهُنَّ قبل ما تموت. فخرّج الشيخ سمعان الناس كُلَّهم من الغرفة. وجلس على ركبتيه وصلّى ودعاء الله عزّوجل. وبعدين شط في الميّتة وقال، "ياظبيه، قومي." ففتّحت عيونها فشافت الشيخ سمعان، فجلست. فمد لها يده وقوّمها. وطرّب على المُؤمِنيين والأرامل وقدّمها لهم حيّه مُتعافية. فنتشر ذا الخبر في مدينة يافا كُلَّها، فآمنو بعيسى المسيح ناس وايدين وايدين. وجلس الشيخ سمعان فترة طويلة في يافا في دار واحد إسمه سمعان الدبّاغ
10
وكان في مدينة قيصريّة الساحلية، إلّي تبعد خمسين كيلو متر تقريباً شمال يافا، رجل رُوماني غير بني يعقوب إسمه كورنيوس. وهو ضابط في الكتيبة الأيطالية في الجيش الرومي، كان تقي يخاف الله هو وكُلَّ أهل بيته. ويتصدّق على المُحتاجين ويحافظ على الصلاة كُلَّ يوم. وفي يوم من الأيّام، حوالي الساعة الثلاثة العصر وقت الصلاة، شاف في رؤياء واضحة ملاك الله يدخل عليه ويقول له، "يا كورنيوس." فتشوّف فيه وهو فزعان وقال، "نعم ياسيّدي؟" فقال له الملاك، "صلواتك وصدقاتك وأعمالك الزينة قبلها الله سبحانه وتعالى. فأرسل بعض رجالك الى يافا ذلحين، وهت سمعان الحواري المُلقّب صخر. باتحصّله ضيف عنّد رجل دبّاغ إسمه سمعان، وداره عنّد شاطي البحر." وبعدما راح الملاك، طرّب الضابط كورنيوس على إثنين من خدمه، وجندي تقي من جنوده الخصوصيين. وقال لهم بكُلِّ ماحصل له في الرؤياء، وأرسلهم الى مدينة يافا. وثاني يوم، عنّدما كانو الرجال يقتربون من يافا وقت الظهر، طلع الشيخ سمعان لمّان الريم ليُصلّي الله ويدعو. وكان جوعان بغى با يأكل. ولمّا كانو يُجهّزون له الأكل، شاف في رؤياء. السماء مفتوحة وشي يشبه سفرة أكل كبيرة ممسوكة من أطرافها الأربعة وتنزل على الأرض. وكان فيها من كُلِّ أنواع دواب الأرض من زواحف وطيور السماء طاهره ونجسه كُلّه مخلوط مع بعض. وجاء له صوت يقول له، "ياسمعان قم ذبح وكُل." فقال، "لا ياسيّدي، أنا عُمري ما أكلت في حياتي نجس أبداً ولا مُتنجّس، ولا شي حرّمته الشريعة." فقال له الصوت ثاني مرّة، "أيّ شي طهّره الله القدير، لا تقول إنته هذا نجس." بعدما قال له الصوت ثلاثة مرّات كذا، إرتفعت سفرة الأكل تو الى السماء. وكان الشيخ سمعان حيران ويقول في نفسه، "أه معنى ذي الرؤياء إلّي شفتها؟" وفي نفس الوقت حصّلو رجال الضابط كورنيوس بيت سمعان الدبّاغ فوقفو عنّد الباب. وطرّبو وقالو، "حد الشيخ سمعان المُلقّب صخر ضيف عنّدكم؟" وكان الشيخ سمعان عاده يُفكّر في الريم ويقول، "أه معنى ذي الرؤياء؟" فقال له روح الله القُدس، "ياسمعان، تحت ثلاثة رجال بغوك. قم ونزل عنّدهم ورح معهم بدون تردّد، لإنّنا أرسلتهم لمّان عنّدك." فنزل الشيخ سمعان لمّان عنّدهم وقال لهم، "أنا سمعان، ليه بغيتونا؟" فقالو له، "أرسل نحنا الضابط كورنيلوس لمّان عنّدك، وهو رجّال صالح وتقي، يخاف الله ويحتريمونه كُلَّ بني يعقوب. البارح ظهر له ملاك كريم من عنّد الله تعالى وقال له، "هت سمعان لمّان دارك وسمعه أه يقول لك." فضيّفهم الشيخ سمعان وخلاّهم يجلسون عنّده. وهذي أوّل مرّة سمعان الحواري يعزم فيها غير بني يعقوب. وثاني يوم راح معهم، ومعه ستّة رجال من أتباع عيسى المسيح من يافا. فوصلو مدينة قيصريّة في اليوم الثاني بعد الظهر. فعزم الضابط ناس من أهله ومن أعزّ أصحابه. وكانو منتظرينهم. ولمّا وصل الشيخ سمعان ساحة داره، إستقبله الضابط ونزقل ساجد إحترامً له. ولكنَّ الشيخ سمعان قوّمه وقال له، "قم يا كورنيوس، لا تسجد لي، أنا إنسان كماك." ودخل وهو يتكُلّم معه فحصّل الشيخ سمعان ناس وايدين جالسين في غرفة الضيوف. فقال لهم، "السلامُ عليكم يارجال." فردّو السلام فقال لهم، "أوّل حاجة كُلّكم تعرفون أنَّ بني يعقوب حرام عليهم يُخالِطون غير بني يعقوب، أو حتى يدخلون دارهم. لكن الله الرحيم قال لي في الرؤياء، "لا تقول لأيّ إنسان أنت نجس أو متنجّس." فلمّا أرسلتو لي جيت لكم من غير عذر. فقولو لي ليه بغيتونا؟" فقال كورنيوس، "إجلس أوّلاًً ياسيّدي. قبل أربعة أيّام كنت نُصلّي في داري الساعة ثلاثة العصر كما ذلحين. فجأه ظهر قُدّامي رجّال لابس ثياب برّاقة، وكان يقول لي، "يا كورنليوس صلواتك وصدقاتك وأعمالك الزينة قبلها الله سبحانه وتعالى. فأرسل بعض من رجالك الى يافا، وهت سمعان المُلقب صخر. شفه ضيف في دار واحد إسمه سمعان الدبّاغ على شاطي البحر." فأرسلت لك خدمي تو وإنته ماقصّرت يوم جيت عنّدنا. ونحنا ذلحين كُلّنا موجودين هُنا قُدّام الله القدير، لِنسمع منّك كُلَّ ما قال لك به الله سبحانه وتعالى." فقال الشيخ سمعان، "أنا فهمت حقيقي ذلحين يا كورنيوس. الله مايفضّل إنسان على إنسان ثاني، لكن الله عزّوجل يقبل أيّ واحد من أيّ بلاد يخافه ويعمل خير من قلبه. فسمعو يارجال. أرسل الله العظيم عيسى المسيح كُلِمته الى بني يعقوب، ليُعلن بشارة سلام مع الله الرحيم. فأيّ واحد آمن بعيسى المسيح باتُغفر ذنوبه ومعاصيه كلها. وذي الرسالة ماهي لنا بس لكن لكم أيضاً، لأنَّ عيسى المسيح مولى كُلِّ الناس. وإنتو تعرفون أه حصل في القُدس وماحولها. بعدما أعلن النبي يحيى بن زكريا التغطّس في الماء علامة التوبة، بدأت رسالة المسيح ذي من منطقة الجليل، وإنتشرت في كُلَّ مناطق بني يعقوب. وصب الله العظيم على عيسى المسيح روح الله القُدس والقوّة صب. فراح يمشي في كُلَّ مكان ويعمل الخير لناس، ويشفي كُلَّ من إستولى عليه إبليس، لأنَّ الله عزّوجل كان معه. ونحنا الحواريين شهود على كُلَّ ماعمل عيسى المسيح في مدينة القُدس وما حولها وسامرّة والجليل. وهو نفسه سمّروه في خشبة لمّان مات. ولكن الله الرحيم أحياهُ في اليوم الثالث. وأظهره حياً ماهو لكُلِّ الناس ولكن للحواريين الشهود إلّي إختارهم الله من قبل. نعم نحنا أكلنا وشربنا مع عيسى المسيح بعدما قام من الموت. وقبل ما يطلع الى السماء، أوصى نحنا لنُعلن عنّد الناس ونشهد أنَّ الله عيّنه حاكم وقاضي على كُلِّ الناس الأحياء والأموات. ويشهدون كُلِّ الأنبياء أنَّ أيّ واحد من بني يعقوب أو من أيّ بلاد ثانية يؤمن بعيسى المسيح، يحصّل غفران الذنوب والمعاصي بإسمه. وعنّدما كان الشيخ سمعان يتكُلّم، نزل روح الله القُدس على كُلِّ من سمع كلامه. وشهدو الأتباع الستّة، إلّي جاو مع الشيخ سمعان من يافا، أن الله عزّوجل نزّل هبه روح الله القُدس حتى على أقوام ثانية غير مختونيين. فستغربو لإنّهم كانو يسمعونهم يتكُلّمون بالُغات غير لُغتهم ويُعظّمون الله العظيم. فقال سمعان الحواري، "ذيلا الناس نزل عليهم روح الله القُدس كمانا. من بايقدر يمنعهم ذلحين من التغطّس في الماء؟" فأمر الشيخ سمعان الحواري كورنيوس وأهله وأصحابه إنّهم يتغطّسون بإسم عيسى المسيح. وبعدين طلب منّه كورنيوس إنه يجلس عنّدهم بعض أيّام.
11
ووصل ذا الخبر عنّد الحواريين والمُؤمِنيين في القُدس وماحولها، أنَّ غير بني يعقوب أيضاً قبلو كلام الله وتبعو عيسى المسيح. وعنّدما رجع الشيخ سمعان من قيصريّة الى مدينة القُدس، زعلو منّه بعض الأخوه المُؤمِنيين. وقالو، "ياسمعان، ليه أنته دخلت دار آل كورنيوس غير المختونيين العُصاة وكُليت معهم؟ أما تعرف إنّه حرام علينا أنَّ نعمل هكذا؟" فبداء الشيخ سمعان يشرح لهم بترتيب كُلَّ ماحصل له وقال لهم، "إسمعو يا أخواني، أنا كنت في مدينة يافا نُصلّي لله عزّوجل. فشفت في رؤياء شي يشبه سُفرة أكل كبيرة، ممسكة من أطرافها الأربع تنزل عليّ من السماء. فتشوّفت فيها تمام. فشفت فيها من دواب الأرض ومن الوحوش والزواحف وطيور السماء. وسمعت صوت يقول لي، "ياسمعان، قم ذبح وكُل." فقلت، "مستحيل ياسيّدي، أنا عمره مادخل أُثمي أكل نجس ولا مُتنجّس." فقال لي الصوت، "ياسمعان، أيّ شي طهّره الله لا تقول إنته نجس." وحصل كذا ثلاث مرّات وبعدين إرتفعت سُفرة الأكل كُلَّها لمّان السماء. وفي نفس الوقت طرّبو عليّ ثلاثة رجال من عنّد باب الدار إلّي كنت جالس فيه. وذيلا الثلاثة الرجال أرسلهم الضابط كورنيوس من مدينة قيصرية. فقال لي روح الله القُدس، "ياسمعان، رح معهم بدون ما تقول من هذيلا." فرحت معهم وجأو معي هذيلا الأتباع الستّة، ودخلنا دار كورنيوس. فقال لنا الضابط كيف ظهر له الملاك في داره وقال له، "يا كورنيوس، أرسل بعض من رجالك الى مدينة يافا، وهت لمّان عنّدك سمعان الحواري الملقب صخر. هو بايقول لك بكلام تنقذ نفسك وتنقذ كُلَّ أهل دارك." وعنّدما بدأت أُبشّره هو وأهله وأصحابه، نزل عليّهم روح الله القُدس كما نزل علينا في عيد شكر الحصاد. فتذكّرت أه قال مولاي عيسى قال، "النبي يحيى بن زكريا غطّس بالماء، أما إنتو فقلوبَكم بتتغطّس بروح الله القُدس." إذا كان الله عزّوجل نزّل على ذيلاك نفس الهبة، كما نزّل عليّنا نحنا عنّدما آمنّا بمولانا عيسى المسيح، فمن نكون أنا حتى نوقّف الله سبحانه وتعالى ونمنعه؟ قولولي!" وعنّدما سمعو الموجوديين ذا الكلام، إقتنعو على طول وسبّحو الله عزّوجل وقالو "يعني أنعم الله سبحانه وتعالى حتى على أقوام ثانية برسالة التوبة، لتهديهم الى الحياه الأبديّة والسلام." وقبل فترة، عنّدما تفرّقو المُؤمِنيين من التعذيب إلّي حصل لهم في القُدس، بعد إستشهاد الداعيه إستفان، شردو لمّان بعيد حتى وصلو منطقة فينقية لبنان، وجزيرة قبرص ومدينة أنطاكية شمال سورية. في ذا الوقت كانو يُبشّرون بني يعقوب بس. ولكن بعد ثمان سنوات تقريباً من قتل الداعيه إستفان، بشّرو الأتباع القبرصيين والقيريين رسالة الحياة لأقوام ثانية غير مختونيين في أنطاكية. وكانت يد الله القدير معهم. فآمنو كثير من غير بني يعقوب وإهتدو الى رسالة مولانا المسيح. وعنّدما سمعو رؤساء الأخوه المُؤمِنيين في القُدس هذا الخبر، أرسلو الداعية برنابا الملقب إبن التعزية الى أنطاكية شمال سورية. وكان الداعية برنابا رجُل تقي مليان بروح الله القُدس وإيمانه قوي. وعنّدما وصل أنطاكية، شاف فضل الله على المُؤمِنيين الجداد. ففرح وشجّعهم كُلَّهم على الثبات في طريق المسيح من قلوبهم. فآمنو بمولانا عيسى المسيح ناس كثير. وراح الداعيه برنابا الى مدينة طرسوس في منطقة كيلكية التركية، يدوّر على الشيخ شاول ليُساعده. وبعدما حصّله، جابه لمّان أنطاكية. فجلسو فيها عنّد المُؤمِنيين سنة كاملة، فعلّمو ناس وايدين رسالة مولانا عيسى المسيح. وفي ذا الوقت تسمّو أتباع مولانا عيسى ولأوّل مرّة بالمسيحيين في أنطاكية. وفي ذيك الأيّام نزل بعض المُتنبّئين من القُدس الى أنطاكية. وكان واحد منّهم إسمه أغابوس. فتنبّاء بمساعدة روح الله القُدس، أنَّ مجاعة شديدة باتجي على أراضي الأمبراطورية الرُومانية كُلَّها. وجات ذي المجاعة فعلاً بعد سنة أو سنتين تقريباً في أيّام حكم القيصر كُلوديوس. فقرّرو الأخوه المُؤمِنيين الأنطاكيين أنَّ يجمعون معونات وتبرُّعات من كُلَّ واحد منّهم حسب ما يقدرو، ويُرسلوها الى الأتباع في منطقة القُدس وماحولها. فعملو كما قرّرو، فأرسلو معوناتهم وصدقاتهم لمّان عنّد شيوخ المُؤمِنيين في القُدس، مع الداعيه برنابا والشيخ شاول.
12
وفي ذا الوقت كان الملك هيرود أغريبا يحكم مناطق بني يعقوب وما حولها. فبدا يُعذّب الأخوه المُؤمِنيين في القُدس، فستُشهد الحواري يعقوب أخو يوحنّا، لأنَّ الملك هيرود قطع رأسه. ولمّا عرف الملك أن رؤساء بني يعقوب يُرضيهم هذا، قبض على الشيخ سمعان الصخر أيضاً وزقل به في السجن. وحصلت ذي الأُمور في عيد الفداء. وكان الملك ناوي يحاكمه عنّد الناس بعد العيد. فأمر أربع فرق تحرسه في نوبات ليل نهار، كُلَّ فرقه أربعة جنود. وعنّدما كان الشيخ سمعان في السجن، كانو المُؤمِنيين يُصلّون ويدعون الله بتضرّع بدون توقّف علشانه. وفي أخر ليالي العيد كان الملك هيرود بايحكم على الشيخ سمعان بالقتل في الصباح. وكان الشيخ نيم ومُقيّد بسلسلتين بين إثنين حرس. وأيضاً يحرس عنّد باب السجن إثنين حُرّاس. وفجأه في ذيك الليلة أضاء نور في غرفة السجن وظهر ملاك. فضرب شويّة على جنب سمعان الحواري وثوّره من النوم. وقال له، "ياسمعان قم ذلحين." ففتكّين السلاسل من يدّاته من نفسهن، وسقطن في القاع والجنود ما يعرفون. وقال له الملاك، "لبس نسعتك وحذيّك وشل راديّك وتبعنا بسرعة." فخرج الشيخ سمعان من غرفة السجن وتبع الملاك. وكان يعتقد إنّه يشوف رؤياء، وما يعرف أنَّ ذا حقيقي. وعبرو على الحراسة الأوّليّة والثانية، وأيضاً الجنود مايعرفون شي. ووصلو عنّد باب من حديد قوي جداً، يخرّجهم لمّان الشارع. فنفتح من نفسه فخرجو برّع ومشو في الشارع. وعنّدما دخلو مضياق، فجأه إختفى الملاك. وبعد ذا رجع للشيخ سمعان حسّه فقال لنفسه، "ذلحين عرفت أنَّ الله عزّوجل أرسل ملاك من عنّده. فأنقذنا من يد الملك هيرود ومن كُلّ ما يتمنون رؤساء بني يعقوب أن يعملوه بي." وبعدما قال هذا في نفسه، راح لمّان دار مريم أُم مرقس. وكانو المُؤمِنيين يدعون الله في دارها. فدقّ سمعان الحواري باب الحوش الخارجي. فجأت خادمة إسمها روضة علشان تفتح الباب. ولمّا عرفت صوت الشيخ سمعان، دخلت الدار بسرعة بدون ماتفتح له الباب، وكانت فرحانة جداً. وقالت لهم، "شوفو الشيخ سمعان موجود عنّد الباب!" لكن قالو لها، "أنتِ مغرومة، كيه جلسي." ولكنّها أصرّت على أنَّ كلامها صدق. فقالو لها، "يمكن إنّه خياله." وستمر الشيخ يدق الباب لمّان فتحو له. فلمّا شافوه إستغربو كُلَّهم. فسكّتهم وقال لهم أُص بيده، وحكى لهم كيف خرّجه الملاك من السجن. وقال لهم، "قولو لشيخنا يعقوب أخو عيسى المسيح والمُؤمِنيين الثانيين، أه حصل لي." وبعدين خرج وراح الى مكان ثاني. وفي الصباح قعت ربشة ودعكة كبيرة عنّد الحرس. وتسألو بينهم البين وقالو، "فين سمعان؟" فأمر الملك هيرود جنوده أن يدوّرون له في كُلّ مكان، ولكن ماحصّلوه. وبعدما إستجوب الحرس، أمر بإعدامهم. وبعد ذي الأمور نزل الملك من القُدس الى قصره في مدينة قيصرية وجلس فيها لِمُدّة فترة. وفي ذا الوقت كانو أهل صور وصيدا البنانيين، يعتمِدون على إِمداد طعامهم وغِذاهم من أراضي أُسرة الملك هيرود المالكة. ولكن حصلت مشاكل بينهم. فغضب الملك هيرود وزعل على أهل صور وصيدا. فأرسلو أهل المدينتين وفد الى وكيل الملك وإسمه بلاستس. وطلبو الصلّح مع الملك هيرود فوافق الوكيل بلاستس. وفي يوم الصلّح المُحدّد بينهم، لبس هيرود ثيابه الملكية وجلس على عرشه وخطب في الناس. وكانو الناس يُبالِغون في مدح الملك ويقولون بصوت قوي، "هذا الصوت صوت إله، ماهو صوت إنسان أبداً." فضربه ملاك في الحال، لإنّه تقبّل مجد الله عزّوجل لنفسه وماعطاه الله العظيم. فأكله الدّود، وبعد أيّام مات. وكانت رسالة الله تنتشر كثير وعدد المُؤمِنيين يزداد. وبعدما أعطو الشيخان برنابا وشاول المعونات والتبرُّعات لشيوخ المُؤمِنيين في القُدس بسبب المجاعة، رجعو الى أنطاكية. وجاء معهم الشاب مرقس.
13
وزاد عدد المُؤمِنيين في أنطاكية. وكان بينهم مُتنبّئِين ورسل ودوعاه وهم، برنابا إبن التعزية وشمعون المُلقّب الأسود، ولوقيوس القيرواني ومناين صديق الحاكم هيرود إنتباس من صغره، وشاول المعروف بولس. وفي يوم من الأيّام كانو يتعبّدون الله عزّوجل ويصومون، فقال لهم روح الله القُدس، "ياجماعة بعّدو لي برنابا وشاول لخدمتي إلّي دعوتهم لها." وستمرّو يصلّون ويصومون لِمُدّة فترة. وبعدين طرحو المُؤمِنيين يدّاتهم على الشيخان برنابا وشاول ودعو لهم، وأرسلوهم بمسعادة روح الله القُدس. وجاء معهم مرقس ليُساعدهم. فسافرو الرسل برنابا وشاول ومعهم مرقس، ونزلو الى مدينة سلوكية الساحلية. وبعدين أبحرو الى مدينة سلاميس في أقصى شرق جزيرة قبرص. فبشّرو بكلام الله عن عيسى المسيح في بيوت العبادة. فسارو في الجزيرة لمّان وصلو مدينة بافوس أقصى غرب الجزيرة. وهاذي تبعد من سلاميس مئة وخمسين كيلو متر تقريباً. فحصّلو رجل من بني يعقوب إسمه بن يشوع. كان ساحراً ويقول إنّه نبي. وأيضاً هو من أصحاب سرجيوس حاكم الجزيرة الرُوماني. وكان هذا الحاكم رجل عاقل. فطرّب على الرسل برنابا وشاول ليسمع كلام الله منّهم، ولكن الساحر أعترض عليهم. وحاول يبعّد ويمنع الحاكم من الإِيمان بعيسى المسيح. فمتلى الرسول شاول بروح الله القُدس، فتشوّف في الساحر وقال له، "ياولد إبليس ياعدو الله إنته مليان بكُلِّ غُش وخُبث وخِداع. لمّان متى وإنته تصُد طريق الله المستقيم، لمّان متى؟ ذلحين باتمتد عليك يد الله العزيز. فتكون أعور حتى ضوء الشمس ماتشوفه لِمُدّة فترة!" وفجأه طلعت على عيونه غشاوة سوداء. فتمّى يدور في مكانه ويحاول يحصّل حد يقوده بيده. وعنّدما شاف الحاكم سرجيوس أه حصل، آمن بعيسى المسيح. وستغرب كثير من التبشير. وبعد ذا سافرو الرسل ومعهم مرقس من جزيرة قبرص الى تركياء. وعنّدما وصلو الى مدينة برجة الساحلية في منطقة بنفلية، مابغى مرقس يستمر معهم في السافر. ففارقهم ورجع الى القُدس. ولكن الرسولين إستمرّو يسيرون، فوصلو الى مدينة بسيدية أنطاكية إلّي تبعد مئه وستين كيلو متر في الشمال. وفي يوم سبت دخلو بيت عبادة وجلسو بين الناس. فقام رجل قارء قُدّام الناس وقراء من التوراة وكتب الأنبياء. فقال المسؤل على بيت العبادة لرسولين، "يا أخوانّا، إذا كان عنّدكم موعضة لهذيلا الناس، تفضّلو وتكُلّمو." فقام الرسول شاول وسكّتهم بيده وقال لهم، "إسمعو يابني يعقوب ويامُتقين الله من أهل البلاد، كما تعرفون إله بني يعقوب إختار أبائَنا، وخلَّى قومه يكثُر كثير في مصر. وبعدين خرّجهم من العبودية بقوّة ذراعه العظيمة. وعتنابهم وقادهم لِمُدّة أربعين سنة في الصحراء. وبعدين أهلك سبع قبائل في أرض كنعان فلسطيين وأعطى أرضهم لأبائَنا. وحصل هذا بعد أربع مية وخمسن سنة تقريباً من يوم مادخلو مصر وعاشو فيها. وبعد ذا عيّن الله القدير شيوخ قضاة، قادو قومنا لِمُدّة مئتين وخمسين سنة تقريباً. وفي عهد النبي صمويل أخر شيوخ القضاة، طلبو قومنا من الله عزّوجل ملك عليهم. فأعطاهم وتوّج عليّهم رجل إسمه شاول بن قيس من قبيلة بنيامين بن يعقوب. فحكم قومنا لِمُدّة أربعين سنة، لكن الله العظيم رفضه. فتوّج داؤد بن يسّى ملك علينا، وشهد له الله ويقول فيه، "حصّلت داؤد بن يسّى رجل يرتاح له قلبي وبايعمل بكُلِّ مانبغى." ومن نسل الملك داؤد أرسل الله لقومنا مُنقذ كما وعد، وهو عيسى المسيح. وقبل مايُبشّر عيسى إبن مريم رسالة الله الرحيم، أعلن النبي يحيى بن زكريا لكُلِّ بني يعقوب، ليتوبو ويتغطّسو في الماء. وقبل ما يغلّق النبي يحيى رسالة التوبة قال، "تعتقدون إنّنا المسيح مختار الله؟ لا، أنا مانا هو. هو بايظهر بعدي وأنا مانستحق نفك خيوط حذيّه." إسمعو ياعيال النبي إبراهيم الخليل ويامتقين الله من أهل بلاد، أرسل لله القدير إلينا كلِمة النجاة عيسى المسيح. لكن أهل مدينة القُدس ورُئسائَهم ماعرفو حقيقي من هو عيسى المسيح، ولا فهمو كلام الأنبياء عنّه، برغم إنّهم كانو يقرؤُُن كتب الله في كُلَّ سبت. فأوفو بكلام الأنبياء بالحكم عليه، برغم إنّهم ماحصّلو ولا سبب لأعدامه. فطلبو من بيلاطس الحاكم الرُوماني أن يقتله. وبعدما عملو بكُلِّ ماكتبوه الأنبياء عن المسيح، نزّلوه بعض أتباعه من الصليب وطرحوه في قبر. ولكن الله الرحيم قوّمه حي من الموت. فظهر أيّام وايدة لأتباعه، إلّي جاو معه من الجليل الى القُدس. وهاذيلا أتباعه هم شهود على بني يعقوب. فأنا وبرنابا جأنا نُبشّركم هُنا بذي الرسالة، "أنَّ الله القدير وعد أبائَنا ووعده تحقّق لنا قبل ست عشر سنة تقريباً، لمّا أقام عيسى المسيح من الموت." كما قال الله سبحانه وتعالى في كتاب الزبور عن عيسى المسيح، "إنته إبني الحبيب وأنا اليوم توّجتك." وقوّمه الله القدير من الموت وماخلاّه يموت مرّة ثانية أبداً. فهكذا أيضاً مكتوب في كتاب النبي أشعياء عليه السلام. قال الله عزّوجل، "أنا بعطيكم البركات المُقدّسة إلّي وعدت بها داؤد." وأيضاً قال كتاب الزبور، يقول على لسان النبي داؤد، "يا الله مابتخلّي جسد قدّوسك يأكُله الدّود في القبر." ذي الآية ماقيلت على النبي داؤد عليه السلام، لأنَّ النبي داؤد بعدما عمل كما يبغى الله في أيّامه، مات ودفن بجانب أبائَنا في القبر، فأكل جسده الدّود. لكن عيسى المسيح إلّي قوّمه الله الرحيم ما أكل جسده الدّود. لذا يا أخواني لازم تعرفون التبشير ذا، كُلِّ من يُؤمن بعيسى المسيح المنقذ تُغفر ذنوبه ومعاصيه، حتى لو ماقدرت شريعة موسى عليه السلام أن تغفر له. فأنتبهو لئلا يحصلّكم ما أنذرو به الأنبياء ويقولون، "شوفو يامستهزؤن، لا تستهزو بكلام الله عزّوجل. توّكم إستغربو من كلامه ولكنّكم في الحال باتموتون، لإنّنا بعمل في أيّامكم عمل عظيم. لكن مابتصدّقونه أبداً ولو حد قال لكم فأنتبهو." بعدما وعظ الناس، خرج هو والرسول برنابا من بيت العبادة. فتوسّلو أَن يوعظوهم بذي الأمور أيضاً في السبت القادم. وتبعهم ناس وايدين من بني يعقوب وأتقياء من أهل البلاد. فشرحو لهم رسالة عيسى المسيح أكثر، وشجّعوهم على الثبات في طريق المسيح. وفي السبت الثاني جاو أهل المدينة تقريباً كُلُّهم ليسمعو كلام الله عن المسيح من الرسل شاول وبرنابا. ولمّا شافو رؤساء بني يعقوب كثير ناس، إمتلأُو حسد. وبدأو يعترِضون على كلام الشيخ شاول ويستهزؤن به. فقالو لهم الرسل بشجاعة، "يا بني يعقوب، هذا التبشير هو لكم أوّلاً ولكنّكم رفضتو رسالة المسيح ذي وستهزئتو بها. فحكمتم على أنفسكم إنّكم ماتستاهلون الحياة الأبديّة. لذا بانلفت وجوهُنا منّكم وبانروح الى غير بني يعقوب. فمولانا المسيح أوصانا وقال، "أنا جعلتك نور تُضي لأُمم غير بني يعقوب، لِتُقدّم لهم النجاة لمّان أقصى الأرض." فعنّدما سمعو أهل البلاد ذا الكلام، فرحو جداً ومجّدو الله علشان رسالة المسيح. فآمنو بالمسيح كُلَّ من إختارهم الله الرحيم للحياة الأبديّة. وهكذا إنتشرت رسالة المسيح في المنطقة كُلَّها. لكن رؤساء بني يعقوب غرّو الرجال المسؤليين في المدينة والنساء المُؤثّرات المُتديّنات من أهل البلاد. فعملو ضجّة كبيرة على الرسولين فطردوهم برّع منطقتهم. فنفّضو رجيلهم من الطين، كشهادة على غضب الله عليهم. وبعدين مشو مئة وثلاثين كيلو متر الى الشرق، الى مدينة أيقونيّة في منطقة ليكأونيّة. وأمّا المُؤمِنيين الجداد، تمّو في مدينتهم وامتلأُو بروح الله القُدس وبفرحة كبيرة.
14
ودخلو الرسولين الى بيت عبادة بني يعقوب في مدينة أيقونيّة فبشّرو كثير. فآمنو بالمسيح عدد كبير من بني يعقوب ومن غير بني يعقوب. وجلسو الرسولين في ذي المدينة مُدّة طويلة مُستمرّين يُساعدون المُؤمِنيين الجُدد ويُبشّرون بشجاعة رسالة حياة المسيح. وكان الله العظيم يشهد بأنَّ كلامهم صدق بعمل العجائب والمُعجِزات على أيديهم بإسم عيسى المسيح. لكن بني يعقوب الرافضين الإِيمان بالمسيح، غرّو ناس ثانيين وأفسدو قلوبهم على الشيخان شاول وبرنابا. ولكن كلام الرسولين قسم أهل المدينة الى قسمين، قسم مع بني يعقوب وقسم معهم. فقرّرو بني يعقوب وغير بني يعقوب وروئسأهم مع بعض أن يُهينو الرسولين ويحذّفونهم. فعرفو الشيخان فشردو الى منطقة ليكأونيّة إلّي فيها مدينة لسترة ودربة، والى قرى حولهن في المنطقة وبشّرو هُناك أيضاً. وكان في مدينة لسترة رجل مُكسّح من يوم ماخلق، عمره مامشى أبداً. وعنّدما كان الشيخ شاول يتكُلّم لأهل البلاد، تشوّف للمكسّح إلّي كان يستمع لكلامه. فعرف أن عنّده إِيمان يقدر يشفيه. فقال له الشيخ شاول بصوت رافع، "يارجل قم قيم على رجيلك." فقفز الرجل وبدأ يمشي. فعنّدما شافو الناس الموجودين أه عمل الشيخ شاول، صاحو بالغتهم إِليقونيّة وقالو، "إلألهه نزلت إلينا في صورة إنسان." وأعتقدو أن الداعيه برنابا ألآههم زيوس الكبير والرسول شاول ألآله هرمس، لإنّه كان المتكُلِّم الرسمي. وكان معبد ألآله زيوس عنّد مدخل المدينة. فجاب رئيس خدم المعبد ثيران مُزيّنة بالزهور مع ناس ثانيين الى عنّد باب المعبد. وعنّدما كانو يُجهِّزون الثيران ليُقدموهن ذبيحة للشيخان برنابا وشاول، سمعو الرسولين بهذا الأمر. فشعّقو ثيابهم وجاو بسرعة لمان عنّد الناس وهم يصيحون عليهم ويقولون، "يارجال يارجال، ليه أنتو تعملون هكذا؟ نحنا بشر كماكم. جينا نُبشّركم علشان تلفتو وجوهَكم من ذيلا الأصنام الباطلة، وترجعو عن عبادتها الى الله الحي القيوم، خالق السماوات والأرض والبحر وكُلَّ شي فيهن. إسمعو ياناس، الله العظيم في زمان خلاّ كُلَّ الأُمم يعيشون على هواهم. ولكنّه كان يعطيهم دلايل إنّه إلآله الحي الموجود بعمل المعروف معكم وينزّل عليكم المطر من السماء ويعطيكم حصاد الأرض في وقته، ويرزقكم الأكل ويملي قلوبكم فرحة." بعدما حاولو الرسولين بتعب وايد، أقنعو الناس وقدرو يمنعونهم من تقديم الذبائح لهم. وجاء بعض الرافضين من بني يعقوب من أنطاكية بيسيدية وأيقونيّة الى ذي البلاد. فغرّو قلوب الناس على الرسولين وأقنعوهم يعملون فوضة كبيرة. فحذّفو الشيخ شاول ليقتله. وبعدين سحبوه لمّان برع المدينة فعتقدو إنّه مات. وبعدما راحو من عنّده، جاو بعض الأتباع المُؤمِنيين ولتفّو تحته وساعدوه. فقام الشيخ ودخل المدينة. وثاني يوم مشى هو وبرنابا الى دربه إلّي تبعد مئة كيلومتر تقريباً. ولمّا وصلو مدينة دربه، بشّرو فيها، فقبلو التبشير ناس كثير. وبعدين رجعو لمّان لسترة، وبعدها الى أيقونيّة. فوصلو الى أنطاكية بيسيدية، إلّي عمل فيها الشيخ شاول موعظة. وشجّعو الأتباع على الثبات في الإِيمان وقالو لهم، "لازم علينا نتألّم وايد علشان ندخل مملكة الله." وبعدما عيّن الرسل شاول وبرنابا شيوخ على كُلَّ جماعة من المُؤمِنيين بالصلاة والصوم، إستودعوهم الله ولمسيح إلّي آمنو به. وسافرو الرسولين من منطقة بيسيدية ووصلو الى منطقة بمفيلية. ودخلو مدينة برجة فبشّرو كلام الله فيها. وبعد هذا نزلو الى مدينة أتّاليّة الساحلية. ومن أتّاليّة سافرو على البحر الى مدينة أنطاكية السورية. ومن ذي المدينة أرسلوهم الأخوه المُؤمِنيين أمانة في رعاية الله القدير، لخدمة رسالة المسيح إلّي قامو بها. وبعدما رجعو الى أنطاكية، جمعو المُؤمِنيين وحكو لهم بكُلَّ ماعمله الله سبحانه وتعالى على أيديهم. وأيضاً حكو لهم كيف فتح الله باب لأقوام ثانية، ليكونو من أتباع عيسى المسيح عليه السلام. وجلسو في أنطاكية وقت طويل مع المُؤمِنيين هناك.
15
وعنّدما جلسو الرسولين شاول وبرنابا هذة المُدّة في أنطاكية، نزلو بعض الرجال من أتباع المسيح من منطقة القُدس الى أنطاكية السوريّه. فعلّمو المُؤمِنيين من غير بني يعقوب هُناك وقالو، "ماشي نجاه لكم يا أهل أنطاكية ولا إنتو مقبولين عنّد الله أبداً، إلاّ إذا ختنتو على شرعية النبي موسى، وكنتو كما بني يعقوب أوّلاً." ولكن الرسولين ماوافقو على كلامهم هذا. فحصل خلاف كبير بين الرسولين وبين هذيلا الرجال أتباع المسيح. فتّفقو على أن يطلع الرسولين وبعض الأخوه لمّان القُدس ليُناقشون ذي المسألة مع الحواريين والشيوخ هُناك. وبعدما ودّعوهم المُؤمِنيين في أنطاكية، يزعو في سفرهم على فينقية لبنان والسامرة، وجلسو عنّد بعض المُؤمِنيين في طريقهم. وأخبروهم كيف آمنو أقوام ثانية غير مختونيين بكلام الله عزّوجل، ففرحو الأخوه وايد. وعنّدما وصلو مدينة القُدس، رحّبوبهم الحواريين والشيوخ وكُلِّ الأتباع. وحكو لهم بكُلّ ماعمله الله عزّوجل على أيديهم. ولكن قامو بعض الأخوه إلّي كانو من الفقهاء المتشدّدين في شريعة النبي موسى وقالو، "لازم على غير بني يعقوب إنّهم يختنون أوّلاً ويتبعون شريعة النبي موسى، قبل مايكونون مُؤمِنيين بعيسى المسيح." فجتمعو الحواريين والشيوخ ليُناقشون هذه المسألة. وبعد نقاش طويل، قام الشيخ سمعان الحواري وقال لهم، "يأخواني كُلُّكم تعرفون أنَّ قبل فترة، الله القدير إختارنا من بينكم لأُبشّر أقوام ثانية. فيسمعو كلام البشارة ويؤمِنو. والله سبحانه وتعالى إلّي يعرف ما في قلوب البشر، شهد لغير بني يعقوب إنّه قبلهم، فوهب لهم هبة روح الله القُدس كما وهب لنا. وأيضاً مايميّز بيننا ولا بينهم في شي، لإنّه طهّر قلوبهم علشان آمنو بالمسيح كمانا. طيّب، إذا كان الله قبلهم لإنّهم آمنو بالمسيح، ليه إنتو تتحدّون الله سبحانه وتعالى، وتُحّملوهم زايد على طاقتهم؟ حتى أبائَنا ماقدرو يحملونها ولا قدرنا نحنا. فنحنا نؤمن إنّنا بني يعقوب أو غير بني يعقوب ننجو بفضل عيسى المسيح." فسكتو كُلَّ الموجوديين. وبعدين قامو الشيخان برنابا وشاول وشهدو على الآيات والعجائب إلّي عملها الله سبحانه وتعالى على أيديهم عنّد الأقوام الثانية. وبعدما غلّقو الكلام، قام الشيخ الكبير يعقوب بن يوسف أخو عيسى المسيح وقال، "يا أخواني إسمعو لي، الشيخ سمعان حكى لكم كيف قبل الله سبحانه وتعالى أوّل مرّة غير المختونين، ليكونون قوم له. وكلام الأنبياء أتفق مع عمل الله هذا. وقال الله عزّوجل في الكتاب على لسان النبي عاموس عليه السلام، "بعد ذا، بارجع وبارمّم مملكة داؤد إلّي أنتهت. وبارمّم حُطامها وباقوّمها ثاني مرّة، علشان كُلَّ الأُمم في الأرض يمشون في طريقي. وحتى أقوام ثانية غير مختونين إلّي يدعون بإسمي باينجون." وهاكذا وعد الله بذا الكلام من قديم الزمان. لذا إسمعو يا أخواني، أنا أعتقد ماشي داعي نثقّل على غير المختونين المُهتدين الى الله القدير. نحنا لازم نكتب لهم ونقول لهم إمتنعو عن الأكل المُتنجّس بالأصنام، وعن أعمال الزنى وعن لحوم الحيوانات المخنوقة وعن أكل وشرب الدم. لأنَّ من زمان مُعلمين شريعة النبي موسى يُعلنون الوصايا ذيلا في كُل مدينة يوم السبت في بيوت العبادة. فوافقو الحواريين والشيوخ وكُلَّ الأخوه في القُدس على كلامه، وقرّرو يعيّنون رجُلين منّهم، ويرسلونهم الى أنطاكية مع الرسولين شاول وبرنابا. فختارو يودا المُلقّب إبن سابا وسيلا، وهم من روئساء الأخوه في القُدس، وسلّموهم ذي الرسالة وتقول، "من أخوانكم الرسل والشيوخ الى الأخوه غير بني يعقوب المُهتدين في أنطاكية وسوريا وكيلكية، السلام عليكم. نحنا سمعنا أنَّ بعض الرجال خرجو من عنّدنا من منطقة القُدس وأزعجوكم وشتّتو أفكاركم بمسألة الختان، برغم نحنا مارسلناهم ولا عطيناهم الكلام إلّي قالو لكم به. وبعد نقاش طويل في ذي المسألة، قرّرنا نختار لكم هذيلا الرجُلين ونرسلهم إليكم مع أعزّ أحبائنا برنابا وشاول. ذيلا الرجُلين خاطرو بحياتهم لخدمة عيسى المسيح. لذا بانرسل لكم يودا وسيلا ليخبروكم شفويّاً أه قرّرنا عن مسألتكم بمساعد روح الله القُدس. وهو أن لا نُحمّلكم ولا نُثقّل عليكم أكثر من ذيلا الوصايا. إنّما لازم عليكم تمتنِعون من الأكل المُقدّم للأصنام وعن الدم وعن الحيوان المخنوق وعن الزنى. إذا حفظتو أنفسكم من هذيلا عملتو خير. والله القدير معكم والسلام عليكم." فسافرو الشيخان برنابا وشاول مع الرسولين يودا وسيلا الى أنطاكية. وعنّدما وصلو، جمعو كُلَّ المُؤمِنيين وسلّموهم الرسالة. ولمّا قرأوها، فرحو كثير وتشجّعو بكلامهم. وكان يودا إبن سابا وسيلا إلّي يتنبئُون، قالو كلام كثير شجّعو الأتباع وثبّتو إيمانهم. وبعدما جلسو فترة، رجع يودا وحده الى مدينة القُدس، لكن سيلا جلس في أنطاكية. وإستمرّو الشيخان يُعلّمون ويُبشّرون بكلام عيسى المسيح، ومعهم أتباع كثيرين ثانيين. وبعد كمّة أيّام قال شاول لبرنابا، "تعال ياخوي برنابا، خلّي نحنا نرجع لكُلِّ المُدن إلّي بشّرنا فيها بكلام المسيح قبل فترة. بانطمئِن على أحوال المُؤمِنيين هُناك." فوافق برنابا على كلام شاول وكان يبغى يشل معه مرقس. ولكن الشيخ شاول مابغى مرقس يروح معهم، لأنَّ مرقس فارقهم في بنفليّة وما كمّل خدمة رسالة المسيح معهم. فحصل بينهم سؤ تفاهم فتفرّقو. فشل الداعيه برنابا مرقس معه وأبحر الى جزيرة قبرص مصقط رأسه. وأمّا الرسول شاول فختار سيلا النبي إلّي نزل من القُدس معهم. فأرسلوهم المُؤمِنيين أمانة في رعاية الله عزّوجل، فسافرو الى سوريا وكيلكيّة يُثبّتون إِيمان المُؤمِنيين هُناك.
16
وأيضاً واصل الشيخ شاول وسيلا سفرهم الى مدينة دربة، وبعدين وصلو إلى مدينة لسترة. وكان في لسترة شاب من أتباع المسيح إسمه تيمُوثاوس. وكانو الأخوه المُؤمِنيين في لسترة وأيقونيّة يشهدون لِتيموثاوس على سمعته الزينة ويمدحونه وايد. فكان الشيخ شاول يبغى يشلّه معه في سفره لخدمة الله والمسيح. فختنه ليرتاحوله بني يعقوب أهل ذيك المناطق، ويكون ماعنّدهم عذر لإنّهم يعرفون أنَّ أُمّه مُؤمنة من بني يعقوب، ولكن أبوه يوناني غير مختون. فسافر الشيخ شاول وسيلا مع تيموثاوس من مدينة الى مدينة، وهم يقولون للمُؤمِنيين أه قرّرو الحواريين والشيوخ في القُدس عن المسألة الكبيرة، ويوصونهم بعمل القرارت. فكانو الأخوه المُؤمِنيين يتقوى إيمانهم ويزيد عددهم كُلَّ يوم. وبعدما يزع الشيخ شاول وأصحابه في منطقة غلاطيّة وفريجيّة في تركياء، كان يبغى يروح الى منطقة أفسُس في الغرب، ليُبشّر بكلام الله القدير فيها. لكن في ذا الوقت روح الله القُدس ماخلاّهم. ولمّا قربو من حدود ميسيّة، حاول الشيخ شاول وأصحابه أن يدخلون منطقة بيثنيّة في الشمال. ولكن روح الله القُدس أيضاً ماخلاّهم. فتجاوزو ميسيّة وسارو الى الغرب فنزلو الى مدينة طروادة الساحلية. وفي الليل شاف الشيخ شاول رؤياء، وفيها رجل مقدوني أُروبّي يتوسل له ويقول له، "ياشيخ أرجوك تعال الى عنّدنا في مقدونيا وساعد نحنا." ولمّا شاف الشيخ شاول هذي ألرؤياء، تأكّد أنَّ الله العظيم دعاهم لتّبشير فيها. فقرّرو السفر في الحال الى مقدونيا. فركب الشيخ شاول وأصحابه سفينة من طروادة وابحرو مباشرة الى جزيرة ساموتراكية. وثاني يوم أبحرو الى ميناء نيابلس، وبعدين وصلو الى مدينة فيلبي في منطقة مقدونيا، وهي مدينة مهمّة ومستعمرّة رُومانية. وجلسو كمه أيّام فيها. وفي يوم السبت خرجو من المدينة الى شاطي النهر، يعتقدون إنّهم بايحصّلون هُناك مُصلّى لبني يعقوب. فجلسو يُبشّرون بعض الحريم إلّي كنن مُجتمعات هُناك. وكانت من بينهنَّ حرمة أسمها ليديا من مدينة تياثرة في غرب تركيّة، كانت تبيع أقمشة غالية أرجوانية اللون. وكانت تعبد الله العظيم. وعنّدما كانت تستمع لكلام الشيخ شاول، فتح الله القدير قلبها فقبلت رسالة عيسى المسيح. وبعدما تغطّست هي وأهل بيتها، أمرت عليهم وقالت، "أن كنتم تعتبروني مُؤمِنة بمولانا المسيح، تعالو عنّدي ودخلو داري." فأجبرتهم لمّان وافقو. فكانت أوّل مُؤمِنة في مقدونيا. وفي يوم من الأيّام كان الشيخ شاول وأصحابه رايحين لمّان المُصلّى. فشافو حُرمة جارية فيها روح شيطان من عرّافة. وكانت العرّافة تدخّل عدّي وايدة لأسيادها من قِراءة البخت. فمشت ورائهم وهي تصيح وتقول، "ذيلا الرجال رسل الله العليّ. جاو يُبشّرونكم بطريق النجاة!" وستمرّت تقول هكذا كمّه أيّام لمّان تضايق الشيخ شاول وغضب منّها. فالتفت إليها وقال للروح النجس، "نأمُرك بإسم عيسى المسيح أن تخرج من ذي الحرمة!" فخرج تو في الحال. ولمّا شافو أسيادها أنَّ باب رزقهم تقفّل، مسكو شاول وسيلا وسحبوهم لمّان ساحة المدينة، وقدّموهم عنّد الحكّام الرُومان. وقالو، "ذيلا الرجُلين من بني يعقوب، وهم يُشجّعون على الفوضى في بلادنا. جاو يعلنو بعادات مايحل لنا نحنا الرُومانيين قبولها أو العمل بها." فجتمعت جموع الناس وصاحو ضد الرسولين. فأمرو الحُكّام بتشعيق ثياب شاول وسيلا وجلدهم بالعصى قُدّام الناس. وبعدين زقلوبهم في السجن، وأمرو الحرس أن يشدّدون الحراسة عليهم. فطرحهم في أصعب مكان في السجن، ورصّنو رجيلهم بخشبة التعذيب علشان مايهربون. وفي نص الليل كان الشيخ شاول والداعيه سيلا في السجن يدعون ربهم ويتغنون بتسبيح الله العظيم، والمسجونيين الثانيين يستمعون لهم. فجأه حصل زلزال قوي هزّ أركان السجن. فنفتحت كُلَّ أبواب السجن ونفكت قيود كُلِّ السُجناء، فقام الحارس من نومه. ولمّا شاف أبواب السجن مفتوحة، خرّج سيفه ليقتل نفسه، لإنّه كان يعتقد أن المسجونين هربو. فصاح الشيخ شاول عليه بكُلَّ صوته وقال، "ياحارس، لا تقتل نفسك، نحنا كُلَّنا هُنا." فطلب الحارس فانوس فدخل بسرعة، وكان ينتفض من الخوف. فزقل بنفسه قُدّام الشيخ شاول وسيلا. وبعدين خرّجهم وقال، "ياسيدي، آه نعمل علشان ننجو؟" فقال له الشيخ، "آمن بمولانا عيسى المسيح بس فتنجو إنته وكُلَّ أهل بيتك." فآمن الحارس وشلّهم الى داره في ذيك الساعة من الليل وغسّل عواراتهم. وبشّره الشيخ شاول وسيلا برسالة المسيح، هو وكُلَّ أهل داره. فتغطّسو كُلَّهم في الحال. وإمتلأو فرح لإنّهم آمنو. بعدين عطاهم الحارس أكل ورجّعهم الى السجن. وفي الصباح أرسلو الحكّام جنود يقولون للحارس "فك الأثنين الرجال إلّي عنّدك." فأخبر الحارس شاول وقال له، "ياشيخ، جاء أمر من عنّد الحكّام أن نفكّكم من السجن فخرجو وروحو بسلام." فقال الشيخ، "لا مابنخرج. هذيلا جلدو نحنا عنّد الناس بدون محاكمة، وزقلو بنحنا في السجن برغم نحنا مواطنيين رمانيين. وهم ذلحين بغو بايخرّجون نحنا في السر؟ لا مابنخرج. لازم يجون الحكّام بأنفسهم لمّان عنّدنا ويخرّجون نحنا هم." فراحو الجنود لمّان عنّد الحكّام، وقالو لهم بكلام الشيخ شاول. ولمّا سمعو الحكّام أن الشيخ شاول وسيلا عنّدهم الجنسية الرُومانية، خافو جداً. فجاو لمّان السجن بسرعة يعتذرون. فخرّجوهم بأنفسهم وطلبو منّهم الخروج من المدينة. فخرج الشيخ شاول وسيلا من السجن، وراحو لمّان دار ليدية بائعت الأقمشة الأرجوانيّة. وبعدما شجّعو الأخوه المُؤمِنيين، سافرو.
17
ومرّ الشيخ شاول وأصحابه على مدينة أنفيبلي وأبلونيّة. بعدين وصل الى مدينة تسالونكي المقدونيّة غرب مدينة فيليب. وكان في ذي المدينة بيت عبادة لبني يعقوب. وفي يوم السبت دخله كعادته. ففسّر لناس كتب الله المُقدسة في السبت الأوّل والسبت الثاني وثالث، إنّه كان لازم على المسيح أن يتألّم ويموت. ويشرح ويثبت لهم إنّه قام من الموت كما تنبّؤ أنبياء زمان وقال، "عيسى إبن مريم ذا إلّي أُبشّركم به، هو حقيقي المسيح الملك المنتظر." فقتنعو بعض من بني يعقوب وقبلو التبشير بكلام الله القدير. وأيضاً قبلو كلام الله عدد كبير من غير بني يعقوب الأتقياء، إلّي يخافون الله القدير وكثير حريم مُتديّنات إلّي لهن إحترام. فمتلؤ رؤساء بني يعقوب حسد، وبدأو يعملون فوضة في المدينة. وبعدين جاؤ لمّان دار ياسون التابعي، لإنّهم يعرفون أنَّ الشيخ شاول وسيلا ضيوف عنّده. ففتّشو على الرسولين في داره، ليُخرِجوهم لنّاس المُجتمعين. فجابو بعض رجال أشرار من عيال السوق وعملو عصابة على الرسولين. لكن ماحصّلوهم. فساقو ياسون وبعض المُؤمِنيين بديلهم الى حكّام المدينة، وهم يصيحون فوقهم ويقولون "شاول وسيلا هذيلا لعفسو الدنياء كُلَّها، وهم ذلحين هُنا بايلعفسون مدينتنا. وياسون ذا يضيّفهم في داره. وكُلُّهم مُذنبين مُتأمِرين على قيصر الأمبراطورية الرُومانية. ويقولون إنّه فيه ملك ثاني إسمه عيسى المسيح." فغضبو الحُكّام والناس من هذا الكلام. وبعدما شلّو كفاله من ياسون والأخوه الثانين، فكّوهم. ولمّا دخل الليل أرسلو الأخوه المُؤمِنيين في الحال الشيخ شاول وسيلا الى مدينة بيريّة، وتبعد ثمانيين كيلومتر تقريباً من تسالونكي. ولمّا وصلو هُناك، راحو لمّان بيت عبادة بني يعقوب. وكانو أهل بيريّة أشرف وأطيّب من أهل التسالونكي بكثير، لإنّهم قبلو كلام الله العظيم برغبة قويّة. فكانو يدرسون ويفحصون الكتب المُقدّسة كُلَّ يوم، ليتأكّدو من تعاليم شاول وسيلا. فآمنو كثير من بني يعقوب. وأيضاً آمن عدد كبير من أقوام ثانية من الرجال وحريم شريفات. ولمّا عرفو بني يعقوب الرافضيين في التسالونكي أنَّ الشيخ شاول يُبشّر بكلام الله القدير في بيريّة أيضاً، سافرو له وحرّضو ناس وغرّوهم. فأرسلو الأخوه الشيخ شاول في الحال بتّجاه البحر. وتمّى سيلا وتيموثاوس في مدينة بيريّة. وكانو بعض الأخوه من بيريّة رافقو الشيخ شاول لمّان أثينا المدينة الكبيرة . وبعدين رجعو ومعهم وصيّة من الشيخ شاول الى سيلا وتيموثاوس أن يلحقوه الى أثينا في أسرع وقت ممكن. وكان الشيخ شاول في مدينة أثينا ماقف لسيلا وتيموثاوس. فغضب جداً لمّا شاف المدينة مليانة بالأصنام. فتناقش في بيوت العبادة مع بني يعقوب وبعض اليونان الأتقياء. وكان أيضاً يتناقش في ساحة المدينة كُلَّ يوم مع أيّ واحد يقابله هُناك. فحصل نقاش بينه وبين جماعتين من الفلاسفة اليونانيين وإسمهم الأبيقورين والرواقيين. وعنّدما أعلن لهم الشيخ شاول رسالة المسيح والقيامة من الموت، قالو بعض منّهم، "ذلحين أه يقول ذا الخرّاط؟" وقالو بعض ثانيين، "كإنّه يُبشّر بدين جديد." فشلّو الشيخ شاول لمّان مجلس الفلاسفة في المدينة وإسمه الأُريوباغ. وقالو له، "سمع يا شاول، بغينا بانعرف الدين الجديد إلّي تُبشّر به، لأنَّ ذي التعاليم غريبة علينا. ونحنا بغينا بانعرف معناها." وكانو أهل أثينا وكُلَّ المُقيمين أيزّعون أوقات فراغهم كُلٌّها في أن يقولو أو يسمعو شي جديد. فقام الشيخ شاول في وسط المجلس وقال، "يا أهل أثينا، أنا نشوفكم متديّنين جداً في كُلِّ شي. لإنّنا وأنا نمشي في مدينتكم ونتشوّف في معابدكم، حصّلت معبد مكتوب عليه "الى إلأله المجهول". فهذا إلأله إلّي تعبدونه ولا تعرفونه أنا نُبشّركم به ذلحين، إنّه الله العظيم خالق الكون ومافيه. هو ربُّ السماوات والأرض مايجلس ومايسكن في معابد بناها الأنسان. فهو مايحتاج لمُساعدة أحد، لإنّه مُستغني عن كُلِّ شي. هو نفسه يُعطي الحياة لكُلِّ الناس ويُعطي النفس وكُلِّ شي. خلق كُلِّ الأُمم من أصل واحد، وأسكنهم في الأرض كُلّها. وحدد لهم الأوقات وأماكن يعيشون فيها، علشان يدوّرون له ويتحسسونه فيهتدو إليه. وهو قريب من كُلَّ واحد منّنا. كما هو معروف بيننا، "نحيا به ونتحرّك ونوجد به." كما قال شُعرائُكم، "نحنا من خلفاءه." ومادمنا كُلُّنا خلفاء الله العظيم، لازم علينا أن لا نعتقد إلآله شكُل عمله الأنسان بفنّه وخبرته من ذهب أو فضة أو حجر. وكان الله العظيم ماقال شي عن وقت الجهل. لكن ذلحين فأن الله العظيم يأمر كُلَّ الناس في كُل مكان أن يتوبون من عِبادت الأصنام، ويرجعو الى الله العظيم، لإنّه حدّد يوم يحكم العالم بالعدل بواسطة الرجل إلّي إختاره. وأكّد الله القدير لكُلَّ الناس على إنّه أختاره عنّدما أقامه من الموت." فلمّا سمعو أعضى المجلس عن يوم القيامة وعن رجل قام من موته، ضحكو بعضهم. ولكن بعض ثانين قالو، "بغينا بانسمع منّك مرّة ثانية عن ذا الموضوع." فخرج الشيخ شاول من عنّدهم. لكن بعضهم تبعو الشيخ شاول وآمنو بالله العظيم والمسيح. من هذيلا واحد إسمه ديونيس وهو عضو في هذا المجلس. وأيضاً حرمة إسمها تمارة وناس ثانين.
18
وبعد ذا نزل الشيخ من أثينا وسافر الى كورنثوس مدينة التجارة، وتبعد ثمانيين كيلومتر غرب أثينا. فحصّل رجل إسمه عقيل من بني يعقوب من أهل بلاد بنطس شمال تركياء. جاء من إيطالية قبل فترة بسيطة هو وحرمته إسمها بَركَة. كانو مطروديين من إيطالياء، لأنَّ الملك قيصر كُلوديوس رحّل كُلَّ من هو بني يعقوب من العاصمة رُوما. فراح الشيخ شاول عنّد عقيل وبركة وجلس وشتغل معهم، لأنَّ عنّده نفس الحرفة إلّي عنّدهم وهي صناعة الخيام. وكان الشيخ شاول في كُلِّ سبت يُناقش ويحاول يقنع بني يعقوب وغير بني يعقوب في بيت العبادة أنَّ عيسى المسيح هو مُختار الله المُنتظر. وعنّدما جاء سيلاء وتيموثاوس من بيريّة مقدونية الى مدينة كورنثوس، ركّز الشيخ شاول كُلَّ همّة في التبشير بكلام الله العظيم. وكان يُعلن عنّد بني يعقوب أنَّ عيسى إبن مريم هو المسيح الحقيقي، ولكنّهم كانو يُعارضونه ويسبّونه. فنفّض الشيخ شاول الغُبار من ثيابه وقال لهم، "دمّكم على رِقابكم يابني يعقوب. أمّا أنا بري كُلَّ البراء منّكم. من اليوم باروح لغيركم من الأُمم." وبعد ذا نزل من بيت العبادة وراح عنّد رجل إسمه تيتوس الصادق وهو غير مختون، ولكن تقي يعبد الله. داره بجنب بيت العبادة. وأيضاً كريسبي رئيس بيت العبادة آمن هو وأهل بيته برسالة المسيح. وكانو ناس وايدين من أهل كورنثوس يسمعون كلام الشيخ شاول، فآمنو وتغطّسو. وفي ذا الوقت في ليلة من اليالي شجّع المسيح شاول في رؤياء وقال له، "يا شاول، لا تفزع تكُلّم ولا تسكت، لإنّنا دائماً معك. وماحد بيأذيك أبداً لإنّنا لي أتباع وايدين في ذي المدينة." فجلس الشيخ شاول في مدينة كورنثوس سنة وستّة أشهر يُعلّم الناس كلام الله القدير. ولمّا تولّى الحاكم غاليون على منطقة أخائة بلاد اليونان، جلس الشيخ شاول في كورنثوس المدينة الكبيرة. وبعدين جأو بعض من بني يعقوب وهجمو على الشيخ شاول وسحبوه لمّان المحكمة عنّد الحاكم غاليون وقالو، "يا الحاكم غاليون، ذا الرجّال يحاول يقنع الناس ليعبدو الله بطريقة تخالف شريعتنا." وكان الشيخ شاول يبغى يتكلّم لكن قاطعه الحاكم غاليون وقال لناس، "يابني يعقوب، لو كان عنّدكم تُهمة ضد شاول، إنّه عمل جريمة أو مخالفة لسمعتها وقضيت بينكم بالحق. وأمّا إن كانت المشكلة في عقيدتكم أو أسماء في شريعتكم فما دخلي أنا. روحو غلّقو موضوعكم بينكم، أنا مانحكم في ذي الأمور." فطرد الحاكم غاليون بني يعقوب من المحكمة. فراحو ومسكو واحد أسمه سوسي رئيس بيت العبادة حقّهم، فضربوه ضرب قُدّام المحكمة. والحاكم غاليون يتشوّف لهم، ولكنّه ماعمل شي. وبعدما جلس الشيخ شاول فترة طويلة في مدينة كورنثوس، قرّر أن يرجع الى أنطاكية سوريا. فشل معه عقيل وحُرمته بَركَة. فودّعو الأخوه المُؤمِنيين ومشو أوّلاً الى كنكرية وهي قريبة من كورنثوس. وحلق رأسه فيها لإنّه عليه نذر فغلّقه. ومن هُناك أبحرو الى مدينة أفسُس غرب تركياء. ولمّا وصلو، راح شاول بيت العبادة يتناقش مع بني يعقوب. فطلبو منّه أن يجلس أطول عنّدهم في أفسُس ولكنّه ماوافق. وقال لهم، "بارجع لكم إذا شاء الله." وبعدما فارق الشيخ شاول عقيل وحُرمته بَركَة في أفسُس، أبحر الى قيصريّة. ومن قيصريّة طلع لمّان القُدس يُسلّم على الشيوخ والأخوه المُؤمِنيين هُناك. وبعدين نزل الى أنطاكية سوريا وجلس فيها بعض الوقت. وهكذا غلّق الرحلة التبشيرة الثانية. وبعد فترة رجع الشيخ شاول الى منطقة غلاطيّة وفريجية في وسط تركياء، فزار كُلَّ الأخوه المُؤمِنيين هُناك فقوّاهم وشجّعهم. وفي ذا الوقت جاء رجل من بني يعقوب لمّان أفسُس، إسمه أبلو من أهل الأسكندرية. وكان مُتكلّم جداً بفصاحة في كتب الله المُقدّسة، وقد تعلّم طريق عيسى المسيح. وكان يتكلّم عن مولانا برغبة عظيمة، ويُعلّم الناس تعليم صحيح عنّه. ولكن معا هذا مايعرف أتغطّس بروح الله القُدس. كان يعرف تغطّس النبي يحيى بن زكريا بس. فقام يتكلّم في بيت العبادة بشجاعة، فسمعه عقيل وبركة أصحاب شاول. فشلّوه لمّان دارهم وشرحو له طريق الله الرحيم بتّفصيل المُمل. وكان أبلو بغى بايروح الى منطقة أخائة بلاد اليونان، فشجّعوه الأخوه المُؤمِنيين في أفسُس. فكتبو رسالة علشان يرحّبون به المُؤمِنيين في هذة المنطقة. ولمّا وصل أخائة، كان مساعدة كبيرة للمُؤمِنيين هُناك بفضل الله، لإنّه كان يُناقش بني يعقوب بدلائل قويّة عن عيسى المسيح إبن مريم. وكان يُروّيهم الأيات من الكتب المُقدّسة إنّه مُختار الله المنتظر. فسكتو كُلّهم قُدّام الناس.
19
ولمّا كان أبلو في مدينة كورنثوس، مشى الشيخ شاول في المُدن والقُرى في وسط تركياء، لمّان وصل الى مدينة أفسُس. فحصّل فيها بعض الأخوه المُؤمِنيين إلّي قبلو رسالة النبي يحيى، وسمعوه يتكُلّم عن المسيح المُنتظر. فتكُلّم الشيخ شاول معهم وقال، "يا أخواني نزل عليكم روح الله القُدس عنّدما آمنتم بالمسيح؟" فقالو، "لا ماحتى سمعنابه هذا روح الله القُدس." فقال لهم الشيخ، "طيّب بأه من إسم تغطّستم؟" فقالو، "بتغطيس النبي يحيى بن زكريا." فقال الشيخ شاول، "غطّس النبي يحيى تغطيس لتّوبة. وحتى النبي يحيى قال، "ياناس آمنو بالّي يجي بعدي يعني بعسى المسيح." وبعدما سمعو ذا الكلام من الشيخ شاول، تغطّسو على يدّاته بإسم عيسى المسيح. وبعدين طرح الشيخ شاول يدّاته فنزل روح الله القُدس عليهم، فتكُلّمو بِلُغات ثانية وتنبّأو. وكان عددهم تقريباً أثني عشر رجُل. وراح الشيخ شاول ودخل بيت العبادة فتكُلّم بِشجاعة عن مملكة الله لِمُدّة ثلاثة أشهر، وكان يُناقش الناس الموجوديين هُناك ويقنعهم. فآمنو بعضهم ولكن بعضهم عاندو ورفضو رسالة الله القدير. وفوق ذا كُلّه كانو يسبّون طريق عيسى المسيح قُدّام كُلَّ الناس. فنزل الشيخ شاول من بيت العبادة، وشل معه المُؤمِنيين الى مبناء الأجتماعات، وإسمه تيرانوس. وكان يُناقشهم ويشرح لهم رسالة الله القدير كُلَّ يوم هُناك. وتمّى الحال هاكذا لِمُدّة سنتين. فكانو كُلَّ بني يعقوب والأقوام الثانية الساكنيين في مدينة أفسُس وما حوالها في غرب تركياء، سمعو رسالة المسيح عليه السلام. وكان الله العظيم يعمل على يد الشيخ شاول مُعجِزات غريبة في مدينة أفسُس. حتى شلّو الناس الثياب والمناديل إلّي لمست جسد الشيخ شاول، وكانو يطرحونها على مرضاهم. فتشفيهم من الأمراض وتخرّج الجن منّهم. فحاولو بعض القُرّاء المُتنقّلين من بني يعقوب أن يستخدمون إسم عيسى المسيح علشان يطردون الجن، وكانو يقولون للجن، "نأمرك بأسم عيسى إلّي يبشر به الشيخ شاول أن تخرج." وكان من هذيلا القُرّاء سبعة من أولاد سكاوا مسؤل المُتشفّعيين في بني يعقوب يعملون هكذا. لكن قال لهم الجن الشرير، "عيسى إبن مريم أنا نعرفه، ونعرف من هو شاول لكن من إنتو؟" فهجم عليهم الرجُل إلّي فيه جن فغلبهم كُلَّهم. وشبّعهم ضرب فشردو من الدار عرايا معوّرين. فسمعو كُلَّ أهالي مدينة أفسُس من بني يعقوب ومن أقوام ثانية بذا الأمر. فخافو كثير جداً، وتعظّم إسم عيسى المسيح. فجاو وايدين من أهالي أفسُس المُؤمِنيين وعترفو بأعمال شرّهم. وكثير من السحرة والمشعوذين جمعو كتبهم وأوراقهم وحرقوها قُدّام الناس كُلّهم. وحسبو قيمة الكتب إلّي حرقوها فطلعت خمسين ألف قطعة فضّة. وكانت قطعة الفضّة أجر عامل في اليوم. هكذا كانت رسالة المسيح تنتشر بسرعة وتقوّي النفوس. وبعدما حُصلت ذي الأُمور، قرّر الشيخ شاول بمساعدة روح الله القُدس، أن يسافر ويزع على مقدونيا وبلاد اليونان في أُروبّاء، لمّان يوصل مدينة القُدس. وقال "بعدما نوصل مدينة القُدس لازم عليّ إنّنا نروح لمّان رُوما الإيطاليّة أيضاً." فأرسل أثنين من مُساعديه وهم تِيموثاوس وأرستس لمّان مقدونيا، أمّا الشيخ شاول فجلس فترة زايدة في أفسُس تركياء. وحصلت في ذاك الوقت فتنة عظيمة في مدينة أفسُس. وهدف الفتنة طريق عيسى المسيح، لأنَّ صايغ فضّة وأسمه دمتري. كان يصنع توابيت من الفضّة لمعبد إلألهه أرطامِيس. فيكسب الصانعون من ذا العمل عدّي وايدة. فجمع دمتري عُمّاله وكُلَّ صانعيين هذة الأشياء. وقال لهم، "يارجال، إنتو تعرفون غنانا وحياتنا الزينة بسبب ذي الصناعة. وإنتو تشوفون وتسمعون ذا الرجل إلّي إسمه شاول. هو غرّى وغير وايدين من الناس، مش هُنا في أفسُس بس، ولكن في كُلَّ المناطق إلّي حولها. وهو يقول أن الألهة إلّي يصنعونها الناس ماهي آلهه أبداً. وهكذا قنع ناس وايدين. وهذا هو الخطر، يعني صناعتنا باتروح سمعتها الزينة. ومعبد إلألهه العظيمة أرطاميس باتروح هيبته وكبريائه، وتنتهي إلألهه وتنهار عظمتها. وهذة إلألهه يعبُدونها الناس في أفسُس وماحولها والعالم كُلُّه." فلمّا سمعو رجال الصناعة ذا الكلام، غضبو جداً وهم يصيحون ويقولون، "العظمة لأرطامِيس إله أفسُس." وفي الحال أنقلبت فوضة في المدينة كُلّها. فمسكو الناس غايُس ورستركي وسحبوهم لمّان ملعب المدينة. وهم مقدونيّان يسيرون مع شاول في رحلته. وعنّدما سمع شاول أه حصل، كان بغى بايدخل الملعب بايفهّم الناس. ولكن الأخوه المُؤمِنيين منعوه. وحتى بعض المسؤُلين في المنطقة من أصدقائه أرسلو يترجّونه إنّه مايدخل ملعب المدينة أبداً ويعرض نفسه للخطر. وداخل الملعب قعت فوضى كبيرة، فكانو بعض الناس يصيحون بشي وبعضهم بشي ثاني. وأكثرهم مايعرفون ليه إجتمعو. وطلّعو بني يعقوب واحد منّهم إسمهُ أسكندر قُدّام الناس. فأشّر بيده بغى بايشرح لهم وجهت نظر بني يعقوب تجاه الشيخ شاول. ولكن لمّا عرفو إنّه من بني يعقوب إلّي مايعبُدون الأله أرطامِيس، صاحو كُلَّهم بصوت واحد لِمُدّة ساعتين تقريباً وقالو. "العظمة الأرطامِيس إله أفسُس! العظمة الأرطامِيس إله أفسُس!" وأخيراً قدر حاكم المدينة يسكّت الناس وقال. "يا أهل أفسُس، العالم كُلُّه يعرف أن مدينة أفسُس هي حارسة معبد أرطامِيس العظيمة، وأيضاً حارسة صنمها إلّي نزل من السماء. يأهل أفسُس، هذا شي معروف. عليكم بس أن تهدؤ ولا تغضبو، إنتو جبتو ذيلا الرجُلين. ولكن ولا واحد منّهم عمل حرام، وماحد منّهم سرق شي من معبد ألهتنا أرطامِيس أو حتى سبّها. فأن كان ديمتري وأصحاب الصناعة عنّدهم تُهمة على حد، فعنّدنا في ذي المدينة محاكم وقُضاه، فيروحون ويتهِمونهم هُناك. وإذا ما وافقوكم القُضاه والحكام، فالحكم بايكون في أجتماع قانوني كبير. ولكن بأثارة ذي الفتنة نحنا في خطر، يعني ماعنّدنا عُذر للمحكمة الرُومانية على ذي الفوضة." بعدما قال الحاكم ذا الكلام، قدر يفرّق الناس وخلاّهم يروحون في حالهم.
20
وبعدما أنتهت الفتنة في أفسُس، جمع الشيخ شاول الأخوه المُؤمِنيين وودّعهم بكلام تشجيع وسافر الى مقدونيا. وراح يمشي في ذيك المنطقة يُشجّع المُؤمِنيين بكلام وايد. وبعدين دخل بلاد اليونان. فجلس فيها ثلاثة أشهر. وعنّدما كان يستعد لرّجوع الى سوريا على البحر، تأمرو عليه بني يعقوب لِقتله. فغيّر خطّته فقرّر يرجع سوريا عن طريق مقدونيا مشي. فكان معه سوباترس بن برس من بيريّه، ورسترخي وسكوندس من تسالونكي، وغايوس من دربة وتِيموثاوس من لسترة، ومن أفسُس معه تيخيكس وتروفيمس. ذيلا السبعة الرجال راحو قُدّام شاول، واقفوله في مدينة طروادة في شمال غرب تركياء. وبعدما غلّق عيد الفداء، أبحر الشيخ شاول وأصاحبه من مدينة فيليبي المقدونيّة الى طروادة. وبعد خمسة أيّام وصلو وجلسو في طروادة لِمُدّة أسبوع. وفي يوم الأحد أجتمع شاول وأصحابه وكُلَّ المُؤمِنيين هُناك لكسر الخبز. فكان الشيخ شاول يوعظهم. فطال كلامه لمّان نص الليل، لإنّه كان بغى بايسافر في الصباح. وكان في الغرفة الفوقيّة إلّي إجتمع فيها الشيخ شاول سرية وايدات. وكان شاب أسمه يوتيك جالس عنّد الخلفه فجاله النوم. وعنّدما كان الشيخ شاول يتكُلّم طويل، نام الشاب نوم عميق فسقط من الطابق الثالث لمّان القاع، فشلّوه فحصّلوه ميّت. فنزل الشيخ شاول وحضن الشاب. وقال لهم، "لا تخافون، فهوّا حي." وبعدين طلع الشيخ شاول الغرفة الفوقيّة وكسر الخبز وأكل وستمر يُكَلَّمهم لمّان طلع الفجر وبعدين سافر. وشلّو الأخوه المُؤمِنيين الشاب يوتيك لمّان داره حي وهم فرحانيين جداً. وكان الشيخ شاول بغى بايروح الى مدينة أسوس مشي. فركبو أصحابه سفينة وابحرو الى مدينة أسوس، وهي قريبة من طروادة بثلاثين كيلومتر. وبعدما وصلو مدينة أسوس، تقابلو مع الشيخ شاول وأبحرو كُلُّهم الى ميناء ميتيلينة غرب تركياء. وفي اليوم الثاني أبحرو من ميتيلينة ووصلو قريب من جزيرة خوس. وفي اليوم الثالث مرّو على جزيرة ساموس وفي اليوم الرابع وصلو الى ميتليس. فقرّر الشيخ شاول أن يوصل مدينة القُدس قبل عيد شكر الحصاد. لذا تجاوز مدينة أفسُس علشان مايتأخّر فيها. ومن مدينة ميتليس أرسل الشيخ شاول الى مُؤمِنيين أفسُس، يبغى يقابل شيوخهم هُناك. ولمّا جاو عنّده شيوخ أفسُس قال لهم، "ياشيوخ أفسُس، إنتو تعرفون كيف عشت طول المُدّة، من أوّل يوم جيت فيه الى مدينة أفسُس. أنا خدمت الله والمسيح بكُلِّ تواضع وكثير دموع، وصبرت على المحن الصعبة إلّي عملوها لي بني يعقوب. وما قصّرت في شي يُصلحكم، ولكن أعلنته وشرحته لكم، وعلّمتكم في الأمكان العامة وفي بيوتكم. وأنذرت كُلَّ الناس من بني يعقوب وغير بني يعقوب، أن يرجعو الى الله القدير ويتوبون له ويؤمِنون بعيسى المسيح. وذلحين أنا مُسافر الى مدينة القُدس، ومانا عارف أه ماقفلي هُناك. ولكن أنا لازم نُطيع روح الله القُدس ونُسافر لمّان هُناك. فكُلَّ مدينة ندخلها، يُحذّرنا منّها روح الله القُدس إنّهم بايسجنونّا وبايعذبونّا عنّدما نوصل القُدس. وأمّا أنا مادمت نخدم الله القدير والمسيح ونكمّل العمل إلّي تسلّمته منّه، مانعتبر حياتي لها قيمة عنّدي أبداً. وهذا العمل هو إعلان بشارة فضل الله القدير. أنا بشّرتكُم وبشّرت كُلَّ مكان نروح فيه بمملكة الله العظيم، لكن ولا واحد منّكم كُلَّكم بايشوف وجهي بعد اليوم. لذا باقول لكم اليوم، إنّنا بري من دم أيّ وحد منّكم، لإنّنا ماقصّرت في تعليم كُلِّ الناس مشيئة الله الرحيم، والله شاهد على كُلَّ هذا. فسهرو على أنفسكم بطاعة الله وعلى كُلَّ الأخوه المُؤمِنيين، لأنَّ روح الله القُدس عيّنكم شيوخ على أتباع المسيح إلّي فداهم بدمه. وأنا نعرف أن بعدما نروح من عنّدكم، بايجون مُعلّمين زور كما الذئاب البشريّة مايرحمون الأخوه المُؤمِنيين. وحتى البعض من بينكم بايقومون وبايعلّمون تعليم مُنحرف، ليُضلّلو أتباع المسيح، فيتبعونهم. فأنتبهو وتذكّرو إنّنا بدموعي نصحت لكُلَّ واحد منّكم ليل نهار لِمُدّة ثلاث سنوات. وذلحين نستودعكم الله العظيم وكلِمته المسيح، فالله القدير قادر أن يقوّيكم ويعطيكم ميراث حقيقي مع كُلَّ عباد الله المقبُلين. وأنا عُمري كُلَّه مافكّرت نشل فضّة حد أو ذهبه أو ثيابه، ولكن تعرفون إنّنا أشتغلت بيدّاتي ذيلا. فحصّلت مانحتاج له أنا وأصحابي. ووضّحت لكم بكُلَّ طريقة، إنّه لازم علينا أن نعمل ونتعب، علشان نُساعد الضُعفاء والمساكين. تذكّرو كلام مولانا عيسى المسيح لمّا قال، "البركة هي في العطاء أكثر من الخذ." بعدما قال الشيخ شاول ذا الكلام، سجد لله العظيم معهم كُلُّهم وصلّى، وبكو عليّه بكى كثير وحضنوه وشمشموه. وحسّو بالحُزن الشديد عليه، خُصّتاً لمّا قال "إنكم مابتشوفون وجهي بعد اليوم." وبعدين راحو معه لمّان عنّد السفينة لِيودّعوه.
21
وبعدما ودّع شاول شيوخ أفسُس، أبحر الى جزيرة كوس. وفي اليوم الثاني وصلو الى جزيرة رُدوس. ومن رُدوس وصلو الى الميناء الكبير في مدينة باترا جنوب تركياء. فحصّلو هُناك سفينة مُسافرة الى مدينة صور الفينقيّة فركبوها وأبحرو. ولمّا ظهرت لهم جزيرة قُبرص، يزعو جنبها، وتّجهو لمّان فينقيّة. وعنّدما وصلت السفينة الى مدينة صور لتنزّل حمُولها، نزل الشيخ شاول وأصحابه. فحصّلو أخوه مُؤمِنيين هُناك، فجلسو عنّدهم سبعة أيّام. وكانو الأخوه يعرفون بمساعدة روح الله القُدس أنَّ الشيخ شاول بايتألّم في القُدس فقالوله، "أحسن لك لا تطلع مدينة القُدس ياشاول." وبعدما أنتهت ضيافته عنّدهم، خرج يواصل سفره. فخرجو معه الأخوه المُؤمِنيين هم وحريمهم واولادهم ليُودّعونه. فسجدو لله العظيم على شاطي البحر وصلّو. وبعدين ودّعوه وطلع السفينة. وأما الأخوه، رجعو لمّان ديارهم. ومن ميناء صور وصلو نهاية الرحلة الى ميناء بتولمايس. فسلّمو على الأخوه المُؤمِنيين وجلسو عنّدهم يوم واحد. ومشو ثاني يوم الى مدينة قيصرية ودخلو دار فيلبس الداعية وجلسو عنّده. وهو واحد من السبعة إلّي إختاروهم الحواريين ليكونون مُساعدين لهم. وكان تحته أربع بنات عذارى كُلَّهن يتنبّأن. وبعد كمه أيّام من جُلوسهم عنّده، جاء من منطقة القُدس نبي إسمه أغابوس ودخل عنّدهم. وشل حزام الشيخ وقيّد رجيل ويدات نفسه بنفسه وقال، "يقول روح الله، هكذا رؤساء بني يعقوب في القُدس بايقيّدون صاحب ذا الحزام وبايسلّمونه لأيدي الرُومان." فلمّا سمعو الأخوه هذا الكلام، ترجّو وتوسلّو الشيخ شاول إنّه مايطلع مدينة القُدس. فقال الشيخ، "ليه تعملون كذا تبكون وتعصرون قلبي؟ أنا مُستعد مش للقيود والسجن بس، ولكنّّنا مُستعد حتى للموت في القُدس علشان عيسى المسيح مولانا ورسالته." ولمّا يأسو من أقناعه، سكتو. وقالو، "لتكن مشيئة الله الرحيم." وبعد ذا أستعدّو للسفر وطلعو الى مدينة القُدس. وجاو معهم بعض الأخوه من قيصرية. وفي الطريق جلسو في دار مناسون القُبرصي وهو تابعي قديم. ولمّا وصلو مدينة القُدس، رحّبو بهم الأخوه المُؤمِنيين وهم فرحانين. وفي اليوم الثاني زار شاول واصحابه الشيخ الكبير يعقوب بن يوسف أخو عيسى المسيح. وكان كُلَّ شيوخ الأخوه المُؤمِنيين في القُدس موجودين. فسلّم عليهم الشيخ شاول وحكى لهم بكُلَّ ماعمله الله على يديه بين الأُمم الثانية. وبعدما سمعو كلام الشيخ، مجّدو الله العظيم وقالو له، "إنته تعرف يا خونا شاول، أنَّ الأف من بني يعقوب آمنو باسيّد المسيح. ولكنّهم كُلَّهم مُتعصّبين لشريعة النبي موسى. هذيلا المُؤمِنيين المُتعصّبيين سمعو إنّك تقلّد حياة الأُمم الثانية. وتُعلّم كُلَّ بني يعقوب المُقيمين في الخارج أن يرتدّو عن شريعة النبي موسى. وتوصهم وتقول لهم، "لا تختنون اولادكم ولا تتبعون تقاليد بني يعقوب." طيّب ذلحين آه نعمل ياشاول؟ لإنّهم أكيد أكيد بايسمعون إنّك جيت. ولكن إسمع، معنا حل لك ولازم تعمله. عنّدنا هُنا أربعة رجال عليّهم نذر. فشلّهم وطهّر معهم في بيت الله وصرف عليهم ليحلقو رؤوسَهم، لأنّهم غلّقو نذرَهم. إذا عملت كذا، كُلَّ الناس بايعرفون أنَّ الكلام إلّي عليك ماهو صحيح وكذب، وإنّك تتبع شريعة النبي موسى. وأمّا بانسبه للأخوه المُؤمِنيين من غير بني يعقوب، فكتبنا لهم قرارنا. وهو لازم عليهم أن يمتنِعون عن الأكل المُقدم للأصنام، وعن الدم والحيوان المخنوق والزنى." وفي ثاني يوم، شل شاول الرجال الأربعة وطهّر معهم ودخل بيت الله. وأعلن للمُتشفّعيين الموعد إلّي تنتهي فيه أيّام الطهور، لِيُقدّم الأضحية لله عن كُلَّ واحد منّهم. وعنّدما قربت أنتهى أيّام الطهور السبعة، شافو بعض من بني يعقوب المُقِيمين في مدينة أفسُس التركيّة، أنَّ الشيخ شاول في بيت الله فغرّو وحرّضو الناس. فمسكوه وصاحو وقالو، "الحقو يابني يعقوب الحقو، مسكنا الرجُل إلّي يُعلم الناس في كُلَّ مكان تعاليم تُُهين قومنا وشريعتنا وتُُهين بيت الله. حتى إنّه جاب معه بعض الأجانب الأنجاس ودخّلهم بيت الله، فنجّسو ذا المكان المُقدّس!" قالو كذا لإنّهم شافو الشيخ شاول في المدينة مع صاحبه وإسمه تروفيمس الأفسي. فعتقدو أنَّ شاول دخّله بيت الله. فغضبو الناس في المدينة كُلَّها وتجمّعو بسرعة على شاول. فمسكوه وسحبوه لمّان خارج بيت الله وقفّلو الأبواب. وعنّدما كانو يُحاوِلون قتله، سمع قائد الجنود الرُوماني أن أهل القُدس كُلُّهم غاضبيين. فشلّ معه تو ضُبّاط وجنود وجاء بسرعة عنّدهم. ولمّا شافو الناس القائد وجنوده، وقفو من ضرب شاول. وقرب القائد من الشيخ شاول ومسكه وأمر جنوده أن يُقيّدوه بسلسلتين. وبعدين سأل الناس عنّه ليعرف من هو وأه عمِل. ولكن كان بعض الناس يصيحون بشي وبعضهم بشي ثاني. فما قدر القائد أن يعرف شي عنَّه. فأمر جنوده أن يشلّون الشيخ شاول لمّان القلعة. ولمّا وصلو به عنّد رقاد القلعة، حملوه الجنود وطلعو به علشان مايقتلونه الناس، لإنّهم كانو يضربونه بشدّة ويقولون، "إقتلوه إقتلوه!" وعنّدما كان الشيخ شاول يدخل القلعة، قال لقائد الجنود بلّغة اليونانية، "هل تسمح لي ياقائد إنّنا نقول لك شي؟" فقال له القائد، "هل تعرف تتكلّم اليونانية؟ ولا إنته هذاك المصري إلّي عمل فتنة قبل فترة، وخرج بأربعه ألف رجل من القتلة لمّان بطن الوادي؟" فقال الشيخ شاول، "لا أنا من بني يعقوب من طرسوس وهي مدينة معروفة في منطقة كيلكيّة. فأرجوّك إنّك تسمح لي إنّنا نكلّم الناس." فسمح له القائد. فقام الشيخ شاول فوق رقاد القلعة وأشّر لنّاس بيده. فسكتو وهدؤ فكُلّمهم بلغتهم العبرية.
22
وقال: "يا شيوخ قومي ويا أخواني، عطونا فرصة إنّنا نوضّح لكم ونُبرّر نفسي." فلمّا سمعوه يُكلُّمُهم بِلُغتهم العبريّة، سكتو أكثر وأكثر فقال، "أنا رجل أصل من بني يعقوب، ولدت في مدينة طرسوس منطقة كيلكيّة، ولكن تربّيت هُنا في مدينة القُدس ذي. وكان مُعلّمي عالم الشريعة غملائِيل، تعلّمت تحت رجيله شريعة أبائنا تعليم صحيح. وكنت مُتشدّد جداً في خدمة الله القدير كماكم إنتو في أيّامكم ذي. وكنت نُعذّب أيّ واحد يتبع الرسالة الجديدة هذي وبعضهم قُتلو. ومسكت رجال وحريم وزقلت بهم في السجن. وبذي الأعمال كُلَّها يشهد لي رئيس المُتشفّعيين وكُلَّ شيوخ المجلس. حتى من ذيلا الشيوخ شلّيت تصاريح الى عنّد رؤساء بني يعقوب في ديمشق. فرحت أنا بنفسي الى هُناك، علشان نمسك أيّ مُؤمِن بعيسى المسيح، ونجيبه لمّان القُدس لمُعاقبته. ولمّا كنت نقترب من ديمشق وقت الظهر، فجأة أضاء نور قوي من السماء، فسقطت في القاع وسمعت صوت يقول لي، "ياشاول ياشاول ليه تُعذّبنا؟" فقلت، "من إنته ياسيّدي؟" فقال لي "أنا عيسى المسيح إلّي تُعذِّبه." وكانو الرجال إلّي معي يشوفون النور، ولكن مايفهمون صوت إلّي يُكلّمنا. فقلت، "أه نعمل ياسيّدي؟" فقال لي مولاي، "قم ودخل مدينة ديمشق، هُناك واحد بايقول لك أه لازم عليك تعمله." ومن شدّة ذاك النور عورت. فقاودونا أصحابي لمّان دخلت ديمشق. وكان فيها رجل من أولياء الله القدير، مُتمسّك حقيقي بشريعة أبائَنا إسمهُ حنانيا، يشهدون على صلاحه كُلَّ بني يعقوب هُناك. فجاء عنّدي وقال لي، "ياخوي شاول، فتّح!" ففتّحت عيوني وشفته في الحال. فقال لي، "الله إله أبائَنا إختارك لِتعرف مشئته، ويبغى منّك تشوف مسيحه البار وتسمعه يُكلِّمك. لأِنّك بتكون شاهداً له عنّد كُلَّ الناس بالّي شفته وسمعته. وذلحين مالك بتتأخّر؟ قم تغطّس وطّهّر من خطاياك ودعو بأسم عيسى المسيح." فقمت وتغطّست على يديه. وبعدين رجعت من ديمشق الى مدينة القُدس. وعنّدما كنت نُصلّي في بيت الله، شفت في رؤياء، مولاي المسيح يقول لي، "ياشاول قم وخرج من مدينة القُدس بسرعة! لأنَّ الناس هُنا مابيقبلون شهادتك لي." فقلت، "يامولاي، هم يعرِفون إنّنا كنت ندخل بيوت العبادة ونمسك المُؤمِنيين بك ونجلدهم. وكنت موجود مع الناس عنّدما قتلو شهيدك إستفان. وكنت راضي جداً على قتله، وحتى ثياب إلّي قتلوه كانت عنّدي أنا، وكنت نحميهم." فقال لي مولاي عيسى، "ياشاول، قم بارسلك لمّان بعيد الى أُمم وأقوام غير بني يعقوب." وعنّدما سمعو الناس الكلِمات الأخيرة هذه، صاحو بصوت قوي وقالو، "بعّدو ذا الرجّال من وجه الأرض! ذا مايستحق الحياة أبداً." وكانو يصيحون ويلوّحون بثيابهم، ويرشون بطّين في الهواء. فأمر قائد الجنود أن يدخّلون الشيخ شاول داخل القلعة ويسألونه تحت الضرب، لأنَّ القائد بغى بيعرف ليه بني يعقوب يصيحون كُلِّ ذا الصياح. ولمّا بطحوه ومدّدوه علشان يجلدونه، قال الشيخ شاول لضّابط الواقف بجنبه، "هل مسموح إنّكم تجلدون رجل، عنّده الجنسية الرُومانية بدون ماتُحاكِمونه؟" عنّدما سمع الضابط هذا الكلام، راح يخب لمّان عنّد القائد وقال له، "أه تعمل؟ ذا الرجُل عنّده الجنسية الرُومانية!" فجاء القائد لمّان عنّد الشيخ شاول وقال له، "قل لي، حقيقي إنته عنّدك الجنسية الرُومانية؟" فقال له الشيخ شاول، "نعم" فقال القائد، "أنا دفعت عدّي وايده علشان نحصّل ذي الجنسية." فقال له الشيخ، "أمّا أنا، فمولود فيها." فتراجعو تو إلّي كانو بيسألونه تحت الضرب. وخاف القائد لمّا عرف إنّه رُوماني، لإنّه أمر بتقييده وجلده بدون محكمة. وثاني يوم أمر القائد جنوده أن يفكّون قيود الشيخ شاول. وأيضاً أمر رؤساء المُتشفّعيين وشيوخ المجلس أن يجتمعون. وبعدين جاب الشيخ شاول الى مجلسهم وطرحه قُدّامهم، علشان يبغى القائد يعرف ليه يتهمونه.
23
فركّز الشيخ شاول في أصحاب المجلس الأعلى وقال، "يا أخواني بني يعقوب، أنا عشت حياتي كُلَّها بقلب نضيف عنّد الله القدير لمّان ذا اليوم." فأمر حنّانيا رئيس المُتشفّعيين الموجوديين بجنب الشيخ شاول أن يضربوه على أثمه. فقال له الشيخ شاول، "ضربك الله يامُنافِق، إنته من برّع الله الله ومن داخل يعلمُ الله! كيف تجلس تحاكِمُنا بحسب الشريعة وتأمر بضربي فتُخالف الشريعة؟" فقالو بعض الموجوديين، "كيف تجرّأت إنّك تسب رئيس المُتشفّعيين؟" فقال الشيخ شاول، "مانعرف إنّه رئيس المُتشفّعيين، لأنَّ المُتشفّع مايأمر بضّرب في المحكمة. ولو كنت نعرف إنّه رئيس حقيقي على قومنا مالعنته، لأنَّ كتاب الله التوراة يقول، "لا تعلن رئيس قومك." وكان الشيخ شاول يعرف أن أعضاء المجلس بعضهم من جماعة الصدوقيين، وبعضهم فقهاء مُتشدّديين. فصاح الشيخ شاول وقال، "إسمعو يا أخواني، أنا فقيه مُتشدّد إبن فقيه مُتشدّد. وأنا نُُحاكم ذلحينَّ، لأنَّ أملي في قيامة الأموات وقلبي مليان منّها." ولمّا قال ذا الكلام، قع خلاف كبير بين الفقهاء والصدوقيين. فنقسم المجلس الى قسمين، لإنّه معروف الصدوقيين مايؤمِنون بقيامة الأموات ولا بالملائِكة ولا بالأرواح. وأمّا الفقهاء المُتشدّديين فيُأمِنون بذا كُلُّه. فرتفعت أصواتهم، فقامو بعض مُعلّمين الشريعة من الفقهاء وبدؤ يُعارضون بقوّة وقالو، "ماشفنا ذا الرجُل عمل شي حرام أبداً. يمكن أوحى له ملاك أو كلّمه." وشتدّا الخلاف أكثر، حتى فزع القائد إنّهم يقطّبون شاول تقطيب. فأمر جنوده بأن يشلّون الشيخ شاول بالقوّة من بينهم ويطلّعونه القلعة. وفي الليلة الثانية ظهر مولانا عيسى لشاول وقال له، "ياشاول تشجّع! فكما شهدت لي في القُدس، فلازم تشهد لي في رومه الأيطالية." ولمّا طلع الفجر، تئامرو بني يعقوب وحلفو إنّهم مابيأكُلون ولا بايشربون لمّان يقتلون الشيخ شاول. وكان ذيلا المُتئامريين أكثر من أربعين رجل. جاو لمّان عنّد رؤساء المُتشفّعيين والشيوخ وقالو لهم، "حلفنا باالله العظيم مابنذوق شي لمّان نقتل شاول. فطلبو إنتو وأعضاء المجلس من قائد الجنود أن يجيب شاول لمّان عنّدكم، كأنّكم حقيقي بغيتو باتتأكّدون أكثر في أمره. ونحنا بانستعد لقتله وهو في طريقه إليكم." فسمع إبن أخت الشيخ شاول بخطّتهم، فراح تو لمّان القلعة، ودخل على خاله شاول وقال له بهذا الأمر. فطرب الشيخ شاول على واحد من الضبّاط وقال له، "شل الشاب ذا معك لمّان عنّد القائد، لأنَّ عنّده موضوع مُهم ولازم يقول له." فشل الضابط الشاب لمّان عنّد القائد وقال له، "ياقائد طرّب عليّ السجين شاول وطلب منّي إنّنا نجيب ذا الشاب لمّان عنّدك، لأنَّ عنّده موضوع مُهم بيقوله لك." فمسك القائد بيد الشاب وبرز به وسأله وقال له، "أه عنّدك؟ قُلّي." فقال الشاب، "ياقائد، بني يعقوب عملو خطّة على خالي شاول، لإنّهم بايطلبون منّك إنّك تجيبه بكرة لمّان المجلس حقّهم. وبايقولون لك إنّهم بغو بايتأكّدون أكثر في أمره. لا تصدّقهم أبداً لإنّهم أكثر من أربعين رجُل عملو خطّة لقتله. وحلفو بالله إنّهم مابيأكلون ولا بيشربون لمّان ينتهي ذا الموضوع. وهم ذلحين جاهزين وماقفين إنّك تنزّل الشيخ شاول من القلعة." فأمر القائد الشاب وقال له، "لا تقول لايّ واحد إنّك قلت لي بذا الأمر، فهمت؟" وبعدين خلاّه يروح. فستدعى القائد في الحال أثنين من ضبّاطه وقال لهم، "إسمعو، جهّزو مئتين جنّدي الساعة تسعة بالليل، وسبعين فارس ومئتين مُسلّحين بارّماح. وجهّزو لشاول خيل لتشلّه سليم لمّان عنّد الحاكم فيلكس في مدينة قيصريّة." وكتب القائد الى الحاكم رسالة يقول فيها، "من القائد كُلوديوس ليسياس الى صاحب العزّه الحاكم فيلكس، السلامُ عليكم مسكو بني يعقوب ذا الرجل وكانو قريب بايقتلونه. ولمّا عرفت إنّه مواطن رُماني، رحت بسرعة أنا وجنودي وأنقذته. وكنت بغيت بعرف بهواه يتّهمونه. فجأت به لمّان مجلسهم. فعرفت إنّهم يتّهمونه بمسائل في شريعتهم. وما حصّلت ولا أتّهام واحد، يستحق عليه حكم العدام أو السجن. وبعدين سمعت إنّهم عملو خُطّة ليغتالوه. فأرسلته لمّان عنّدك تو. وأيضاً قلت لهم، "رفعو أتهامكم الى الحاكم فيلكس."" فقامو الجنود بتنفيذ أوامر القائد. وشلّو الشيخ شاول بالليل لمّان وصلو مدينة أنتياترس، وهي نص الطريق بين القُدس وقيصريّة. وثاني يوم الصباح شلّو الفرسان الشيخ شاول معهم الى قيصريّة وباقي الجنود الأربع مئة رجعو الى القلعة في القُدس. وعنّدما وصلو الفرسان الى قيصريّة، قدّمو الشيخ شاول الى الحاكم فيلكس وسلّموه الرسالة. وبعدما قراء الحاكم فيلكس الرسالة، سأل الشيخ شاول عن منطقته. ولمّا عرف إنّه من كيلكيّة قال له، "باسمع منّك قضيّتك لمّان يجون شيوخ قومك إلّي يتّهِمونك." وأمر جنوده أن يحرسون الشيخ شاول في مقر جنود الرُومان إلّي كان قصر هيرود.
24
وبعد خمسة أيّام نزل من القُدس رئيس المُتشفّعيين وإسمه حنّانيا وبعض الشيوخ الى قيصريّة. ومعهم رجّل مُتكُلِّم جداً في القانون إسمه ترتُلس. هذيلا أشتكو على شاول عنّد الحاكم فيلكس. ولمّا دخل الشيخ شاول قاعة المحكمة، بداء ترتُلس يتّهمه ويقول، "ياصاحب العزّة فيلكس، نحنا بفضلك عايشين في سلام كبير، والخير إلّي جاء لذي البلاد يعود لحكمتك وتدبيرك. ونحنا نتقبل كُلَّ ذا منّك بشكر كبير في كُلَّ وقت وكُلَّ مكان. ومابغيت نطوّل عليك الكلام. ولكن نرجو منّك إنّك تصبر علينا وتسمع لكلامنا قليل. حصّلنا ذا الرجّال إلّي إسمه شاول يعمل فتن ويفسد بني يعقوب في العالم كُلَّه. وهو رئيس على جماعة البدعة وأسمها النصارى. وحتى إنّه حاول ينجّس بيت الله القُدس فمسكناه. وبغينا بنحاكمه حسب شريعتنا. لكن الضابط ليسياس شلّه من بيننا بقوّة وأمر نحنا نتّهمه عنّدك. وإنته تقدر تعرف كُلَّ مانتّهمه به إذا تأكّدت منّه." فأيّدو الشيوخ تُهم ترتُلس ويقولون إنّها صحيحة. بعدين أشّر الحاكم على الشيخ شاول ليتكلّم، فقال الشيخ، "ياحاكم فيلكس، أنا نعرف إنّك تحكم بني يعقوب من قبل عدّة سنوات. فأنا باوضّح لك وبابرّي نفسي وأنا مطمئِن. يمكنك تتأكّد من ذي الأمور بنفسك ببساطة. أنا وصلت الى مدينة القُدس قبل مُدّة ماتزيد على أثني عشر يوم للعبادة في بيت الله. وأنا ماتصايحت أنا وحد في بيت الله، ولا حرّضت على فتنة في بيوت العبادة ولا حتى في الشوارع. وذيلا الموجودين مايقدرون يثبتون لك الأمور إلّي يتّهمونّا بها ذلحين. ولكنّنا نعترف عنّدك بالكلام إلّي باقول له لك. أنا نتبع طريق عيسى المسيح، إلّي يقولون إنّه بُدعة. وأنا نعبد إله أبائَنا ونُأمن كُلَّ الإيمان بشريعة موسى وبكُلَّ شي مكتوب في كُتب الأنبياء. وأملي في الله العظيم كماهم في قيامة الأبرار والأشرار. لهذا السبب نعمل بكُلَّ جُهدي وقوّتي، ليكون قلبي دائماً نضيف عنّد الله القدير والناس ياحاكم فيلكس، أنا بعدما سافرت بعيد كم سنوات، رجعت الى القُدس. وأنا معي تبرُّعات لقومي ولأُقدّم الأضاحي الله. وعنّدما كنت في بيت الله نُُطهّر نفسي لِمُدّة سبعة أيّام، شافونا كُلَّ الناس ولكنّهم مامسكونا. وكان في هذا الوقت ماشي فتنة ولا عنّدي جماعة. برغم هاكذا لكن في اليوم السابع، مسكونا بعض من بني يعقوب المُقيميين في أفسُس، وتّهمونا قُدّام الناس. وكان لازم على ذيلا المُقيميين أن يأتون الى هُنا بأنفسهم، إذا كان عنّدهم أيّ أتهام عليّ فيتهمونّا قُدّامك، لكنّهم ماهم موجوديين هُنا. وأيضاً كنت نُحاكم في مجلسهم الأعلى قبل كم أيّام. سأل هم، أه من عمل حرام عملته عنّدما وقفت في مجلسهم؟ هم أنفسهم قالو ماشفنا ذا الرجل عمل شي حرام. وأنا ما أرتديّت عن شريعة أبائَنا أبداً. ومايقدرون يتهِمونّا إلاّ بكلمة قلتها عنّدهم، قلت لهم، "أنا نُحاكم اليوم لإنَّ أملي في قيامة الأموات وقلبي مليان منها." وكان الحاكم فيلكس كثير يعرف طريق مولانا عيسى عليه السلام. بعدما غلّق جلسة المحكمة قال، "ياجماعة لمّان يوصل القائد ليسياس الى هُنا بدعوكم الى جلسة." وأمر الحاكم واحد من الضبّاط أن يحرس الشيخ شاول. ولكن تكون له بعض الحرّية ويخلّي أصحابه يزورونه ويعتنوبه. وبعد أيّام قليلة رجع الحاكم فيلكس ومعه زوجته وإسمها دروسلّة بنت الملك هيرود أغريبا الكبير، وكانت من بني يعقوب. فطلب الشيخ شاول وأستمعو الى كلامه عن الإيمان باعيسى المسيح. ولمّا تكلَّم الشيخ شاول عن الصلاح ولعّفة ويوم البعث، خاف الحاكم فيلكس وقال له، "ياشاول، هذا كفاية اليوم ممكن تروح ذلحين، أنا بطلبك ثاني مرّة إذا جات الفرصة." وكان الحاكم فيلكس يتمنّى من الشيخ شاول أن يُعطيه رشوة. لهذا كان يطلبه ويتكلَّم معه كثير وكان فيلكس يبغى يرضي بني يعقوب، فخلّى الشيخ شاول يتمّي في السجن لِمُدّة سنتين، لمّان خلفه الحاكم بوركيوس فستوس.
25
ولمّا وصل الحاكم الجديد فستوس وستلم الحُكم في قيصريّة، طلع بعد ثلاثة أيّام الى مدينة القُدس لِيزورها. فجتمعو به روئساء المُتشفّعيين وشيوخ بني يعقوب، فشتكو عنّده من الشيخ شاول. وطلبو منّه إنّه يتفضّل عليهم ويُساعدهم علشان ينقل الشيخ شاول من قيصريّة الى القُدس ليُحاكِمه هُناك، لأنّهم عملو خطّة ليقتُلوه في الطريق. لكن الحاكم فستوس ما وافق على كلامهم. وقال، " شاول لازم يتمّي سجين في قيصريّة، لإنّنا برجع لها بعد كمّة أيّام. خلّو شيوخكم ينزِلون معي الى قيصريّة، إذا كان شاول عمل شي حرام فيتهموه هُناك." وجلس الحاكم فستوس في القُدس ثمانية أو عشرة أيّام. وبعدين نزل الى قيصريّة. وأيضاً نزلو شيوخ بني يعقوب معه. وفي اليوم الثاني بدأت الجلسة تو. وجلس الحاكم على كرسي القضاة وأمر أن يجيبون الشيخ شاول. وعنّدما دخل، أتهموه روأساء بني يعقوب أصحاب القُدس بجرائم وايدة عملها، ولكن ماقدرو يثبتونها. فقال الشيخ شاول وهو يُبرّر نفسه، "ياناس أنا ماعملت شي حرام لشريعة بني يعقوب، ولا لبيت الله ولا لقيصر الروم." ولكن الحاكم كان بغى بايرضي بني يعقوب فقال، "ياشاول بغيت باتطلع لمّان القُدس لتُحاكم هُناك عنّدي على ذي التُّهم؟" فقال الشيخ، "لا أنا ذلحين قيم في محكمة قيصر، وفي محكمة قيصر لازم نُحاكم فيها. إنته تعرف حق المعرفة إنّنا ماعملت شي حرام في حق بني يعقوب. وإذا عملت حرام أو عملت جريمة تستحق الموت، فأنا مانُنكّر. أما إذا كنت أنا بري من أتهامهم، فماحد يقدر أبداً يُسلّمُنا إليهم. وأنا نطلب ذلحين أن يُحاكِمُنا قيصر الروم بنفسه." فتشاور الحاكم فستوس مع أعضاء مجلسه وبعدين قال، "إنته طلبت الى قيصر فألى قيصر باتروح." وبعد كمّه أيّام جاء الملك أغريبا الإبن، وكان ملك على كثير من مناطق بني يعقوب وأُخته برنيكة الى قيصريّة، علشان يُهنِّؤن الحاكم فِستوس بِمناسبة حكمه على المنطقة. فجلسو عنّده كمّه أيّام فتكلَّم الحاكم فِستوس مع الملك أغريبا في قضيّة الشيخ شاول وقال، "ياملك أغريبا، عنّدي رجّال هُنا خلاّه الحاكم فيلكس في السجن. ولمّا كنت في القُدس، أشتكو عنّدي روأساء المُتشفّعيين وشيوخ بني يعقوب من هذا الرجل، وطلبو منّي الحكم عليه. فقلت لهم أن القانون الرُوماني مايخلّي الحاكم يحكم على الناس قبل ما يواجهَهَم، ويعطي المُتّهم فرصة ليُبرّر نفسه من أتهامهم. ولمّا نزلو معي روأساء بني يعقوب من القُدس الى هُنا، جلست تو ثاني يوم للقضاء بدون تأخير. وأمرت الحرس أن يجيب شاول فجاء. فقامو روأساء بني يعقوب يتّهمونه، ولكن ماتهموه بِتُهم كبيرة كم كنت نتوقّع. ولكن كان بينهم وبينه نقاش قوي عن ديانتهم وعن رجل مات أسمه عيسى المسيح. وشاول يقول إنّه مُتأكّد أن ذا الرجل حي. فحترت كيف نتحقّق في ذا الأمر. فسألت شاول، "بغيت باتطلع القُدس لتُحاكم فيها؟ ولكن شاول طلب منّي أن يُحاكِمه جلالة القيصر. فأمرت أن يُسجن لمّان نرسله الى قيصر في رُوما." فقال الملك أغريبا للحاكم لفِستوس، "ياريتنا نسمع ذا الرجل بنفسي." فقال له الحاكم فِستوس، "بكرة باتسمعه." وثاني يوم جاء الملك أغريبا وأخته برنيكة في زف عظيم، ودخلو قاعت الأجتِماعات وبجنبهم القادة وعُقلاء مدينة قيصريّة. وبعدما جلسو كُلَّهم، أمر الحاكم فِستوس أن يجيبون الشيخ شاول فجاء. فقال فِستوس، "ياحضرة الملك أغريبا وياكُلَّ الموجوديين هُنا، ذا الرجل إلّي تشوفونه قُدّامكم أشتكو منّه كُلَّ بني يعقوب في القُدس وقيصريّة. وكانو يصيحون ويقولون، لازم ذا الرجل يموت. ولكنّنا ماحصّلته عمل شي أبداً يستحق عليه الموت. وعنّدما طلب منّي أن يُحاكِمه جلالة القيصر، وافقت على طلبه، وقرّرت إنّنا نرسله الى رُوما كما يبغى. ولكن مانا داري أه نكتب لجلالة الملك عن قضيّة ذا الرجُل. لذا جبته قُدّامكم كُلَّكم خصوصاً قُدّام الملك أغريبا. فبعدما نسمع كُلَّنا منّه عن قضيته، يمكن نحصّل شي ونكتبه لقيصر الروم. لإنّه مش معقول أن نرسل سجين الى قيصر بدون مانوضّح أتُّهم إلّي عليه.
26
فقال الملك أغريبا "يا شاول، ممكن ذلحين تتكلّم." فأشار الشيخ بيده وقال في كلامه، "يا حضرة الملك أغريبا، لي شرف إنّنا نشكرك كُلَّ الشكر لإنّنا نقدر اليوم نُبرّر نفسي عنّدك ونرُد على كُلَّ تُهمة يتهمونّا بها بني يعقوب. وأيضاً نشكرك خصوصاً إنّك تعرف كُلَّ العرف تقاليد بني يعقوب ونقاشهم. فأرجو منّك إنّك تخلّي كلامي يحصّل له مكان في قلبك. ياملك أغريبا، كُلَّ بني يعقوب يعرفون كيف عشت حياتي من صُغري وكيف تربّيت بين قومي وكيف درست شرعتنا في القُدس. هم يعرفونّا كثير من زمان. ولو بغو لقدرو يشهدون لي إنّنا تبعت أقوى المذاهب تشدُّداً في ديننا، لإنّنا عشت حياتي فقيه مُتشدّد. وأنا ذلحين نُحاكم لإنّنا نأمل من الله في الوعد إلّي وعدبه أبائَنَا. وبسبب وعد قيام الأموات هذا، قبائِل قومنا الأثني عشر يعبُدون الله القدير بجُهد كبير ليل نهار علشان يتحقّق أملُهم في قيام الأموات. ياحضرة الملك، معقول يتهِمنا بني يعقوب لأنَّ أملي كماهم؟ ليه صعب عليكم إنكم تصدقون أن الله العظيم يُقيم الأموات، يعني عيسى المسيح؟ ياحضرة الملك أمّا أنا قبل مانُؤمِن بالمسيح، فكنت نقنع نفسي إنّه لازم عليّ أن نُُقاوم إسم عيسى المسيح بكُلَّ طريقة. وفعلاً عملت هاكذا في القُدس. فسجنت عدد كبير من الأخوه المُؤمِنيين بتصاريح من روأساء المُتشفّعيين، وكنت موافق جداً على قتلهم. وكنت كثير نُعذّبهم في بيوت العبادة، علشان يُنكِرون إيمانهم بالمسيح. وزاد غضبي عليهم حتى إنّنا طاردتهم في مدن خارج بلادنا. وفي يوم من الأيّام سافرت الى مدينة ديمشق علشان نقبض عليهم، وكان معي تصريح قوي من روأساء المُتشفّعيين. وفي الطريق الى ديمشق في وقت الظهر شفت ياحضرة الملك، نور من السماء أقوى من نور الشمس يُضي عليّ وعلى المُسافرين معي. فسقطنا كُلّنا في القاع، وسمعت صوت يقول لي بالغتنا العبريّة، "يا شاول يا شاول، ليه تعذّبنا؟ شفك مابتقدر توقف في طريقي أبداً." فقلت، "من إنته ياسيّدي؟" فقال "أنا عيسى المسيح إلّي تُعذّبه إنته. قم قيم على رجيلك. أنا ظهرت لك لإنّنا أخترتك خادم لي وشاهد على كُلَّ ماشفته وسمعته منّي الأن، وإلّي بايجي لك بعدين. أنا بانقذك من قومك ومن أقوام بارسلك إليهم. أنا بارسلك لتفتح عيونهم فيرجعون من الظُلُمات الى النور ومن تحت سلطة إبليس الى الله العظيم، فتُغفر ذنوبهم وخطاياهم. ويكونون قوم الله حقيقي بإيمانهم بي." ومن ذيك الساعة ياحضرة الملك أغريبا، ماعصيت ذي الرؤياء أبداً إلّي جائت لي من السماء. فأنا رحت لأهل ديمشق أوّلاً، وبعدين أهل القُدس وماحولها. ورحت حتى عنّد أقوام ثانيين، وبشّرتهم ليتوبون ويرجعون الى الله العظيم، ويعملون بأعمال تدل على توبتهم. بسبب أعمالي ذي مسكونا بعض من بني يعقوب وأنا في بيت الله وحاولو يقتلونّا. ولكن بمساعدة الله العظيم قدرت إننا نُعلن رسالته عنّد الصغير والكبير لمّان اليوم. وماقلت لهم إلاّ كما قال النبي موسى والأنبياء عن إلّي بايحصل للمسيح. قلت أن المسيح لازم يتألّم ويموت ويكون أوّل من يقوم من الموت، لِيُعلن لبني يعقوب وأقوام ثانية نور الخلاص." وعنّدما كان الشيخ شاول يُبرّر نفسه بذا الكلام، صاح الحاكم فِستوس بكُلَّ صوته، وقال، "إنته مجنون ياشاول، قوّة علمك ضيّعت عقلك!" فقال له الشيخ شاول، "أنا مانا مجنون يا الحاكم فِستوس. أنا نتكلَّم بالحق والصواب. فهذا الملك أغريبا يعرف كُلَّ هذة الأمور. وأنا نُكلَّمه بصراحة، فأنا مُتأكّد أنَّ ولا حاجة مخفيّة عليه. ومستحيل ماعرفها لأنَّ ذا الأمر حصل قُدّام كُلِّ الناس. هل تُؤمِن بالأنبياء ياحضرة الملك أغريبا؟ أنا نعرف إنّك تُؤمِن بهم." فقال الملك أغريبا لشاول، "هل تعتقد ياشاول بذا الوقت القصير إنّك تقدر تقنعنا إنّنا نكون مسيحي؟" فقال الشيخ شاول، "بالقصير ولاّ بالطويل فأنا نسأل الله العظيم رب العرش الكريم لك ولكُلَّ من يسمعنا اليوم أن يكونون كماي ماعدا في ذي القيود." فقام الملك أغريبا والحاكم فِستوس وبرنيكة وكُلَّ الجالسين معهم. فقال بعضهم لبعض وهم خارجين من قاعة الأجتماعات، "ذا الرجل ماعمل شي يستحق عليه الموت أو السجن." وقال الملك أغريبا للحاكم فستوس، "لو أن ذا الرجل ماطلب أن يُحاكِمه القيصر الكبير، كان ممكن إنّك تفكه من السجن ويروح في حاله."
27
فأمر الحاكم فستوس ضابط رُوماني إسمه يوليوس أن يشل شاول وبعض المسجونيين الى العاصمه رُوما الأيطاليّة. وكان الضابط يوليوس من الكتيبة الملكيّة لقيصر الروم. وأبحر أرسترخس المقدوني مع شاول صاحبه. فركبو سفينة من قيصريّة وأبحرو. وهذي السفينة جات من أدراميت، وهي مدينة قريبة من طروادة في تركياء. كانت جاهزة للأبحار الى مواني جنوب غرب تركياء. وثاني يوم وصلو الى مدينة صيدا. وكان الضابط يوليوس يعامل شاول مُعاملة طيّبة. فسمح له وخلاّه يروح ويزور أصحابه في صيدا ليُساعده. ومن هُناك ما أبحرو ساني. ولكن يزعو في الجنب الشمالي من جزيرة قبرص، لأنَّ الريح كانت تهب عكس أتجاهم. وبعدما تجاوزو مناطق كيلكية وبمنفلية، وصلو الى ميناء مُرّة في منطقة ليكأيّة. وهُناك حصّل الضابط يوليوس سفينة مصريّة من الأسكندرية كانت مُسافرة الى أيطاليا فنتقلو إليها. وسارت السفينة لِمُدّة كمّه أيّام. وبعد جُهد كبير، قربو من مدينة كُندس. وبعدين أبحرو الى الجنوب بسبب ريح العكسية. وعنّدما وصلو رأس سلمونة في جزيرة كِريت، أبحرو بملاصقة الجزيرة بسبب الرياح القويّه. وأخيراً بعدما تعبو كثير، وصلو الى مكان أسمه المواني الزينة. وكان قريب من مدينة لسائية. وهكذا يزع عليهم وقت طويل بدون فائدة. وحتى نهاية الخريف يزع ويكون في ذا الوقت جوا البحر خطير جداً. فنصحهم الشيخ شاول وقال، "ياناس شوفونا نقول لكم، سفرنا من هُنا خطير. وإذا إستمرينا نُبحر ذلحين، باتكون خسارة كبيرة على السفينة وحمولها وحتى على أنفسنا." ولكن الربّان وصاحب السفينة وعُمّاله بغو بايرحلون من الميناء، فاستمرّو يُبحرون الى ميناء فينكس، لأنَّ ميناء المواني الزينة ماهو مُناسب للجلوس فيه مُدّة الشتاء. فوافق الضابط على كلامهم برغم أنَّ الشيخ أنذرهم. فهبّت عليهم ريح جنوبيّة خفيفة، فعتقدو إنّهم يقدرون يوصلون ميناء فينكس بسلام كما بغو. فرفعو المرساة السلاسل الكبيرة حق السفينة. وأبحرو قرب ساحل جزيرة كريت. ولكن بعد قليل هبّت ريح عاصفة أسمها الشمالية الشرقيّة جات عليهم من جهة الجزيرة. وضربت السفينة من كُلِّ مكان فما قدرو يُسطرون عليها. فستسلمو وخلّو الريح تقود السفينة. ولكن بعدما يزعو بجنب جزيرة صغيرة إسمها كودة، حمتهم ذي الجزيرة من الريح. وعملو ثلاثة أشياء بتعب وايد. الأوّل طلّعو قارب النجاة الى ظهر السفينة، لإنّها كانت تسحبه وراها، وكذا يعملون زمان. والثاني ربّطو السفينة بحبال قويّة لحمايتها من ضرب الأمواج. والثالث نزّلو الشراع وخلّو السفينة تروح في مهب الريح، لإنّهم خافو أن السفينة تدخل خليج سرتس في سواحل ليبيا، وتغرز في الرمال المُتحرّكة تحت البحر. وستمرّت العاصفة الى اليوم الثاني وشتدّت أكثر وأكثر. فزقّلو البحّارة حمول السفينة في وسط البحر ليخُف ثقل السفينة. وفي اليوم الثالث زقّلو أيضاً بأدوات السفينة كلّها. وكانت العاصفة تشتد، فما شافو الشمس ولا النجوم عدّة أيّام وانقطع عنّهم كُلَّ أمل في النجاة. وكان المُسافرين ماكلو أكل لِمُدّة طويلة. فقام الشيخ شاول وقال، "ياناس، كان المفروض إنّكم تسمعون كلامي. لو سمعتو كلامي وما أبحرتو من المواني الزينة في جزيرة كِريت، كانكم سلمتو من ذي الأخطار وذي الخساير كُلَّها. وأمّا ذلحين، إستامنو لأنَّ ماحد منّكم بايموت أبداً. لكن السفينة وحدها بس باتتكسّر. البارح في الليل جاء عنّدي ملاك من الله العظيم إلّي أعبده، وقال لي، "لا تخاف ياشاول، الله العظيم يحفظك لأنَّك لازم تقابل القيصر. وعلشانك الله القدير باينقذ كُلَّ المُسافرين معك." فطمئِنو ياناس، أنا واثق من الله القدير هو بايوفي بوعده كما قال لي. لكن أولاً لازم تقود نحنا المواج الى وحده من الجزر." وفي الليلة الرابعة عشر قادت المواج السفينة الى بحر إسمه أدريا، مابين اليونان وصقلّية. وفي نص الليل إعتقدو البحاره إنّهم يقربون من البر. فقاسو عمق البحر، فحصّلوه مئة وعشرين قدم تقريباً. وبعد قليل قاسوه مرّة ثانية فحصّلوه تسعين. فخافو أن السفينة تصطدم في أماكن حجريّة تحت الماء، لإنّهم قربو من الساحل. ونزّلو بأربع سلاسل كبيرة من خلف السفينة لتمسكها، ونتظرو طلوع الفجر بشوق كبير. وفي ذا الوقت كانو البحّارة بغو بايشردون من السفينة، فحاولو يزقلون بقارب النجاة في البحر. وكانو يقولون إنّهم بغو باينزّلون السلاسل من مُقدِّّمة السفينة. لكن شاول عرف نيّتهم، فقال لضّابط يوليوس وجنوده، "إذا كان البحّارة ماجلسو في السفينة، فإنتو مابتنجون". وسمعو الجنود كلام شاول، فقطعو حبال القارب وخلّوه يصقط في الماء. وقريب طلوع الفجر، طلب الشيخ شاول منّهم كُلُّهم أن يأكلون لهم أكل. وقال لهم، "ياناس، يزعت عليكم أربعة عشر يوم وإنتو ما كليتو شي. فأرجوّكم إنّكم تأكُلون لكم شي فأنتو تحتاجونه لأنَّ فيه نجاتكم. أقول لكم، مابتسقط شعرة وحدة من ريسانكم." وبعدما قال الشيخ ذا الكلام، شل خبز وشكر الله العظيم قُدّامهم كُلَّهم. وبعدين كسره وبدا يأكل، فتشجّعو وأكلو. وكان عددهم في السفينة مئتين وستّه وسبعين نفس. وبعدما شبعو، زقّلو بكياس القمح في البحر علشان يخفّفو عن السفينة. ولمّا طلع الفجر، ماعرفو البحّاره أه من جزيرة وصلو، ولكنّهم شافو شاطي خليج صغير. فقرّرو أن تروح السفينة إليه إذا قدرو. فقطعو السلاسل إلّي تمسك السفينة وخلّوها تصقط في البحر. وبعدين فكّو حبال الدّفّة إلّي تغيّر اتّجاه السفينة، ورفعو الشراع الصغير علشان تمشي السفينة الى الشاطي. ولكنّها أصطدمت بتلّة رمليّة وسط المياه. فغُرز مقدمها ولعاد تحرك. وأمّا خلف السفينة فتكسّر من قوّة الأمواج. وكانو الجنود بغو بايقتلون المساجين علشان مايسبحون الى الشاطي ويهربون. ولكنَّ الضابط يوليوس بغى باينقذ شاول، فمنعهم من هاذي الفكرة. وأمر كُلَّ من يقدر يسبح أن يقفز في المّاء ويعبر الى الشاطي. والباقيين يعبرون على الواح الخشب أو على حُطام السفينة الى الشاطي. فوصلو كُلَّهم لمّان البر بسلام كما قال لهم الشيخ شاول.
28
ولمّا طلعو الشاطي، عرفو أن الجزيرة إسمها مالطة. فعاملو أهل الجزيرة الشيخ شاول وأهل السفينة مُعاملة طيّبة جداً. وبسبب المطر والجؤّ البارد، رشنو أهل الجزيرة نار ورحّبو بهم ليدّفّو تحتها. وكان الشيخ شاول يجيب حطب للنار. وعنّدما كان يزقل بلحطب في النار، خرجت منّه حنش بسبب الحرارة فتعلّقت في يده. ولمّا شافو أهل الجزيرة الحنش معلّقة في يد الشيخ، قال بعضهم لبعض، "أكيد ذا الرجّال قاتل. برغم إنّه نجاء من البحر، لكن العدل ما بيخلّيه يعيش!" فنفض الشيخ الحنش من يده في النار وماقعبه شي أبداً. وكان أهل الجزيرة ماقفين لشاول يُورّم أو يسقط ميّت. وبعدما أقفو طويل، ماشافو إنّه قعبه شي، فتغيّرت أفكارهم فيه وقالو، "أكيد ذا الرجل إله". وكان حاكم الجزيرة إسمه بوبليوس، وكان يملك مزرعة قريبة من ذا المكان. إستقبل الشيخ شاول وأصحابه ورحّب بهم في داره وأكرمهم لِمُدّة ثلاثة أيّام. وكان أبو الحاكم مزقول في وقاة من الحمى والأسهال. فدخل الشيخ شاول لمّان عنّده وصلّى لله ودعاء له وطرح يدّاته عليه وشفاه. وبعد هذا جابو أهل الجزيرة مرضاهم الى الشيخ شاول فشفاهم كُلَّهم. فأكرمو الشيخ وأصحابه أكثر واكثر وعطوهم كُلَّ مايحتاجونه في سفرهم. وجلسو ثلاثة أشهر في جزيرة مالطة. وبعدين ركبو سفينة أسكندرية كانت موجودة في الجزيرة فصل الشتاء. وكان عليها رسم الألهين التوئم. وبعدما أبحرو الى شمال مالطة، وصلو الى ميناء سراكوسة وهي أكبر مدينة في جزيرة صقليّة. فجلسو فيها ثلاثة أيّام. وبعدين إستمرّو يُبحرون الى الشمال الى مدينة ريغيون، وهي أقصى جنوب إيطاليا. وفي اليوم الثاني هبّت عليهم ريح جنوبية. فأوصلتهم الى ميناء بوطيولي بعد يومين، وهو واحد من أهم المواني في إيطاليا. فحصّل الشيخ شاول وأصحابه بعض الأخوه المُؤمِنيين في هذي المدينة. فطلبو منّهم الجلوس عنّدهم سبعة أيّام. وهكذا جاو الى منطقة رُوما، فسمعو الأخوه المُؤمِنيين فيها عن مجي الشيخ شاول. فخرجو يستقبلونه ويُرحّبون به في ساحة مدينة أبيوس وبعضهم في مدينة الحوانيت الثلاثة. ولمّا شافهم الشيخ، شكر الله القدير وتشجّع. وبعد ثلاثة أيّام من وصول شاول الى رُوما، طلب من عُقلاء بني يعقوب في رُوما أن يجون عنّده. وبعدما أجتمعو قال لهم، "يا أخواني، أنا ماغلطت في أيّ شي على قومنا وتقاليد أبائَنا. ولكنّهم مسكونا في القُدس وسلّمونا للجنود الرُوماني. فتأكّدو الجنود الرُومانيين سواء في قضيّتي. فكانو بغو بايفكّونّا لإنّهم ماحصّلونا عملت أيّ جريمة تستحق الموت. ولكن شيوخ قومنا في القُدس عارضو على قرار الرمانيين. فلمّا عرفت أنّ ماشي طريقة ثانية، طلبت أن ينظر في قضيّتي قيصر. مُش علشان نتّهم قومي في شي، لا. لذا السبب دعوتكم لمّان هُنا اليوم، لإنّنا بغيت باشوفكم وبتكلَّم معكم. فأنا مُقيّد بذي القيود لإنّنا نؤمن بأمل ورجاء بني يعقوب وهو المسيح وقيامة الأموات." فقالو له الشيوخ، "ماجات نحنا رسالة من منطقة القُدس في قضيّتك، ولا حد جاء من هُناك وقالنا كلام بطّال عليك. ولكن نحنا بغينا بانسمع رأيك في ذا المذهب الجديد، لأنَّ نحنا نعرف أن الناس يتكلَّمون في كُلَّ مكان على ذا المذهب." فتواعدو شيوخ بني يعقوب والشيخ شاول على أجتماع. فجاو ناس وايدين في ذاك اليوم الى دار الشيخ شاول إلّي كان جالس فيه. فكان يشرح من الصباح لمّان الليل ويعلن لهم حقائق مملكة الله، ويحاول يقنعهم برسالة عيسى المسيح بدلايل وايده من شريعة النبي موسى وكتب الأنبياء. فقتنعو بعضهم بكلام الشيخ شاول ولكن بعضهم ما آمنو بكلامه، فختلفو بينهم البين. فقال لهم الشيخ شاول في أخر كلامه وهم خارجين من عنّده، "صدق روح الله القُدس لمّا قال الله لأبائكم على لسان النبي أشعياء، "رح الى قوم بني يعقوب ذا وقول لهم. مهما سمعتم كثير مابتفهمون. ومهما نظرتم طويل ما بتشوفون، لأنَّ قلب ذا القوم قاسي ومُتحجّر. صنّو اذانهم وغطّو عيونهم علشان مابغو يسمعون بإذانهم، ويُبصِرون بعيونهم ويفهمون بقلوبهم ويتوبون الى الله فيشفيهم." لذا بغيتكم تعرفون يابني يعقوب أن الله أرسل عيسى المسيح النجاة أيضاً الى غير بني يعقوب، وهم بايسمعون له." وبعدما سمعو ذا، خرجو من عنّده وهم بينهم البين في نقاش قوي. وجلس الشيخ شاول سنتين كاملة في رُوما يصرّف على نفسه. وكان يرحّب بكُلَّ من يجي عنّده ليزوره. وكان يُعلن بشارة قيام مملكة الله القدير بشجاعة وحريّة، ويُعلّم الناس عن مولانا عيسى المسيح بدون ماحد يمنعه.